حق الفيتو :التوازن الذي يمنع الاغلبية من تمرير اجندتها :قلم حر : د.متوكل احمد حمد النيل
![](https://goldenstations.net/wp-content/uploads/متوكل-احمد.jpg)
تحية احترام لدولة روسيا الشقيقة وهي تستخدم حق الفيتو لإبطال القرار البريطاني القاضي بوقف الحرب في السودان بالرغم من قُرب نهايتها والنصر حليف قواتنا النظامية بكل مسمياتها لا محالة . كثير من الناس لا يعرف ما هو الفيتو وما هي الدول الدائمة العضوية والتي يحق لها تعطيل القرارات حتى وجود أغلبية الأصوات ، ومن خلال هذا المقال نتطرق لتعريف الفيتو وتاريخه ومجالاته .
ظهر مفهوم حق الفيتو لأول مرة بعد الحرب العالمية الأولى، ضمن عصبة الأمم التي تأسست عام 1920م وفي عصبة الأمم، كانت القرارات تُتخذ بالإجماع بين الأعضاء الرئيسيين، وهو ما يعني أن أي دولة رئيسة كان بإمكانها تعطيل القرار . لم يكن هناك “حق فيتو” بالصيغة المعروفة اليوم، لكنه كان فعلياً موجوداً عبر قاعدة الإجماع.
إنهارت عصبة الأمم بسبب عجزها عن منع الحروب العالمية والصراعات الكبرى، مما جعل الدول الكبرى تعيد التفكير في هيكلية النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية.
تأسست في عام 1945، الأمم المتحدة بموجب “ميثاق الأمم المتحدة” في سان فرانسيسكو وتم إنشاء مجلس الأمن الدولي كجهاز رئيسي مكلف بالحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. وهنا ظهر حق الفيتو كامتياز خاص للدول الخمس الدائمة العضوية، وهي:
1. الولايات المتحدة الأمريكية
2. الاتحاد السوفيتي (روسيا حالياً)
3. الصين
4. المملكة المتحدة
5. فرنسا
اقتضى الأمر أن يمنح حق الفيتو أي من هذه الدول القدرة على تعطيل أي قرار يُطرح في مجلس الأمن، حتى لو حصل على أغلبية الأصوات المطلوبة (9 من 15 عضواً).
هنالك مجالات لاستخدام الفيتو منها القضايا الأمنية مثل فرض عقوبات اقتصادية أو التدخل العسكري وكذلك النزاعات الإقليمية كالنزاعات في الشرق الأوسط، مثل القضية الفلسطينية ، المسائل الإنسانية مثل قرارات متعلقة بحقوق الإنسان أو قضايا اللاجئين وكذلك الشؤون السياسية كقرارات تتعلق بتوسيع عضوية مجلس الأمن أو إصلاح الأمم المتحدة.
هناك جدل حول شرعية وعدالة الفيتو من خلال التمييز والمظلمة ويرى الكثيرون أن حق الفيتو يعكس عدم المساواة بين الدول، حيث تتمتع خمس دول فقط بحق النقض، بينما لا تُمنح الأغلبية الساحقة من الدول الأعضاء نفس الامتياز.
يُعتبر الفيتو وسيلة للدول الكبرى لحماية مصالحها الجيوسياسية على حساب العدالة الدولية.
طالبت بعض الدول، مثل الهند، البرازيل، وألمانيا، بإصلاح مجلس الأمن، إما بإلغاء الفيتو أو توسيع العضوية الدائمة ليشمل دولًا جديدة.
يُعزز النفوذ السياسي والاقتصادي
إيجابيات الفيتو (من وجهة نظر المؤيدين)
. منع القرارات المتسرعة:
يُعتبر آلية توازن تمنع الأغلبية من فرض إرادتهاو تمرير اجندتها على الأقليات أو اتخاذ قرارات قد تُشعل صراعات أكبر.
. حماية مصالح الدول الكبرى: الدول الكبرى ترى أنها تتحمل العبء الأكبر في حفظ الأمن والسلم الدوليين، ولذلك تستحق امتيازات خاصة.