الراي

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح! : (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ …)

هذه الآية الكريمة التي وردت في سورة فصلت آية رقم (٣٦) يقول الله تعالى فيها:
( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم).
قدمت هذه الآية العظيمة ثلاث قواعد ذهبية:
القاعدة الأولى:
هي أن الإنسان لا يسلم من نزغ الشيطان، فلم تقل الآية الكريمة أن الإنسان لا يقترب منه الشيطان بل يقترب منه، وبالتالي فهو معرض للخطأ ومعرض للزيغ.
فلا يوجد إنسان معصوم من الخطأ اللهم إلا الأنبياء عليهم السلام.
فكانت هذه الحقيقة بمثابة البلسم والدواء لكل مخطئ حتى لا يصيبه التحقير والإذلال بنفسه.
القاعدة الثانية:
تتمثل في الجزء الثاني من الآية حيث قدمت الدواء إزاء هذا الزيغ وهو الاستعاذة من الشيطان الرجيم مما يعني عدم سيطرة هذا الشيطان على الإنسان وبالتالي أبعد هذا الجزء من الآية اليأس والقنوط.
القاعدة الثالثة:
هي أن الله سميع عليم يسمع من يستعيذ به، ويعلم صدقه من كذبه يعلم إخلاصه من عدمه..
آية رغم قصرها وقلة كلماتها إلا أنها لخصت حياة الإنسان مقررة أنه  ذلك المخلوق الذي ليس ببعيد عن زيغ الشيطان، فلا يتكبر أحد إزاء هذه الحقيقة ويعلن عصمته كما لا ييأس ويقنط من يقترب منه هذا الزيغ لأن الله سبحانه وتعالى بصره بالدواء والسلاح الذي يخلصه منه.
ووفقا لذلك إذا أخطأ الإنسان، فلا ينكر خطأه بل يقر به، فبعد الإقرار تأتي الاستعاذة.
وبعد الاستعاذة يأتي سمع الله وعلمه، فهو أعلم بصدق وبدلالة هذه الاستعاذة.
إن هذه الآية الكريمة ليست خاصة بالأفراد فقط، وليست خاصة بالجماعات بل شاملة لكل أخطاء البشرية الفردية والاجتماعية والسياسية وغيرها.
لتقرر بذلك طبيعة البشر التي خلقها الله بها.
فمن أراد أن يضفي على نفسه وعلى عمله قدسية، فهو ينفي عن نفسه صفته الإنسانية.
ومن أراد أن يتمسك بخطئه وزيغه، فهو والشيطان سواء.
فالإنسان بين نزغ من الشيطان، وبين استعاذة منه، ولأن الله سميع عليم، فسيبعد الله عنه كل زيغ استعاذ منه بالله.
حصرت هذه الآية الكريمة هوية الإنسان والتي تلخصت بين خطأ وأوبة وأبعدت كذلك كل صفة لا تنتسب إليه، والتي تلخصت بين إنكار للخطأ أو التشبث به.

   

abubakr

محطات ذهبية موقع اخباري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى