تصحيح المسار: حلقات في دروس الانهيار (1-3) د. لؤي عبد المنعم
لمن يسأل عن مآلات هزيمة المليشيا، و هروب قادة قحت للخارج. لا البشير و لا علي عثمان و لا نافع سيكون لهم دور مستقبلي، و لو كانت تجربتهم صالحة و نهجهم سليم ما كان وصلنا الى حد الاقتتال..كلامي هذا قد لا يعجب بعض الاسلاميين، لكن لا بد مما ليس منه بد، و اخر العلاج الكي، التوجه الاسلامي الصحيح يستفيد من اخطاءه و لا يقدس افراد مهما كان حجم عطائهم فلا عصمة لاحد، اين الشريعة التي ندافع عنها على مر السنين و سلوك بعض دعاتها بعيد تماما عن روح الاسلام.. لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم.. التوجه الاسلامي بريئ من فصل الجنوب انما هي اخطاء يتحملها من وقع على اتفاق نيفاشا، كثيرا ما اردد للناقمين على التيار الاسلامي هل كان يحكم في العقد الاخير من نظام الانقاذ، و الاجابة لم يكن مؤثر لدرجة اعتباره شريك في الحكم و انما تم استغلاله، و اذا كان للاسلاميين موقف واحد يشفع لهم عند الله فهو الدفاع عن السودان و التصدي لدعاة العلمانية المرتهنين للخارج في عدة حقب.. تجربة حكم الاسلاميين شابها الكثير من الاخطاء، و المراجعات اكدت ذلك، و الاستهداف طال المصلحين بايدي اخوتهم الرافضين للتحول الديموقراطي الخائفين على مصالحهم الشخصية.. الاسلام يتقوى بالاغلبية لا بالبندقية، و من ظن ان سلاحه يحسم نتيجة الصندوق مخطئ و هذا الكلام موجه كذلك لحركات الكفاح المسلح بعد ان تضع الحرب اوزارها.. ما حدث للشعب من نهب و تهجير بيد المليشيا العميلة كسر حاجز الخوف، و اصبح معيار المفاضلة الوحيد هو خدمة المواطن و الضمان بعدم احتكار السلطة و قمع الراي الاخر فضلا عن البرنامج المقنع، عدا ذلك المواطن لن يبعد حمدوك ليأتي بالبشير (2)، الناس وعت و هضمت الدرس القاسي، و برغم آثار الثورة و الصراع المقيت على السلطة بين الفاعلين، و تاثير ذلك على الاقتصاد و الاستقرار.. لا يزال لدى الشعب بقية من غضب على من تسبب في الانهيار من قبل و من بعد.. لغة السب و التخوين لكل صاحب راي اصلاحي لن تثني المصلحين و لا طائل منها.. لا احد يرغب في دولة شعبها يعبر عن نفسه بالصراخ، و لكن الجميع يرغب في دولة شعبها كله يعمل و لا يتكلم الا فيما يفيد.. لو كان الشباب يعمل و راضي عن نفسه و انجازاته لما سمعنا صراخا و شتما في الميديا، لكنه الاحباط و التمسك بالفرص الضائعة، عوضا عن اعادة البناء على اسس جديدة تبدأ بتغيير الذات، من اجل سودان يسع الجميع، تسود فيه قيم الشفافية و العدلة و القانون الذي يطبق على الجميع، و تستبدل فيه مفردات الحصار و التراجع المتواصل بالابتكار و التنمية المستدامة.*