موازنات : الطيب المكابرابي : وبعض الرجال تبكيه الرجال

انا لله و انا إليه راجعون منذ إعلان نبأ وفاته صباح أمس بأحد مستشفيات مصر الحكومية الكبرى (مستشفى الهرم بمحافظة الجيزة) لم تتوقف الأقلام عن الكتابة عنه والدعاء له…
وفاة وفقد رجل في قامة الدكتور غلام الدين عثمان آدم ليست بوفاة عادية تمر على الناس ككثير من أخبار الوفيات حتى وإن كانوا من اصحاب المناصب أو الدثور وفقد رجل في قامة دكتور غلام الدين ليس فقدا لاهل أو عشيرة أو أقارب ..
هو فقد علم من اعلام السودان وعلامة من علامات نهر النيل وشعلة اضاءت حيث حلت مذ كان طالبا وحتى الممات…
خبرناه في الجامعة عنصرا فاعلا باتحاد طلاب جامعة أم درمان الإسلامية ثم بعد تخرجه موظفا أدار كل مؤسسة وضع على رأسها بحكمة وحنكة جلبت اليه محبة الناس..
إلى ادارة اقتصادية بولاية الخرطوم ثم وزيرا للاقتصاد فيها ثم توالت تكليفاته حتى تولى أمر ولايتين ( نهر النيل وشمال كردفان) ترك فيهما اثرا وذكريات لن تنسى بتقادم الأيام.
تسنم قمة الصندوق القومي للاسكان والتعمير فاشاد مااشاد من مساكن أوت عشرات آلاف المساكين والمعدمين وصارت ظلا وماوى حتى لمن هجرتهم حرب اللؤم والخيانة والجنجويد..
كان الراحل في ادائه مميزا وفي علاقاته الاجتماعية متمددا لا تدخل مناسبة أو بيت عزاء الا وكان أحد المشاركين بل البارزين والمتحدثين لبث روح الصبر والثبات لدى المكلومين..
اعطى لوطنه الصغير في نهر النيل بقدرما اعطى لكل موقع تم نكليفه للعمل فيه. ووضع من البصمات ما يخلد به ذكراه بين العالمين..
لم تجعل منه المناصب مسؤولا كبيرا يتحاشى لقاء الناس ولقاء اصدقائه والاستماع إليهم بكل ادب وتهذيب ولم يترك للمناصب ثغرة تدخل منها في نفسه العجب والتكبر على الناس…
لكل هذا وغيره كثير من أفعال وصفات الدكتور غلام الدين كان بكاء الرجال على فقد جلل وكبير ..بكاء ترجمته الكتابات والدعوات والابتهالات من كل سوداني اطلع على الخبر فالكل بلا استثناء يعرفون من هو الدكتور غلام الدين وماالذي قدمه بطيب نفس حيثما حل..
تقبلك الله دكتور غلام باحسن القبول وجعل الجنة متقلبك ومثواك وعوض بلادنا وأهلنا في نهر النيل عنك خيرا وجعل البركة في ذريتك ولا قول إلا مايرضي الله( انا لله وانا اليه راجعون)
وكان الله في عون الجميع