إن أريد إلا الإصلاح : محجوب مدني محجوى يكتب: . شعر .. وشعر !
الفنون التي لا تعبر عن الأمة تفقد قيمتها.
والفن الذي لا يعكس قضايا أمته يصبح وساقط القول سواء.
بل يصبح سلاحا موجها ضد الأمة.
لا بد أن يكون الشعر سلاح الأمة.
أن يعكس آلامها وآمالها، وإلا سيصبح بلا دور عدمه أفضل من وجوده.
ولنا في شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت أسوة حسنة في ذلك حيث سلط شعره رضي الله عنه في الدفاع عن الدين، وفي مهاجمة أعداء الله.
فقد قال له رسولنا الكريم( اهجهم وروح القدس معك) وروح القدس هو الملك جبريل أعظم ملائكة الرحمن.
وطبعا تأتي خطورة الشعر وغيره من الفنون في استخدامه في تغييب الأمة وفي تجهيلها.
فبدلا من أن يكون شعلة تكشف مخاطر الأمة وكيفية علاجها.
يعمل على تحويل الباطل إلى حق.
يعمل على الكذب وتضخيم الظلمة وأعداء الأمة.
ولعل المعيار لمعرفة قيمة الشعر تكمن وراء الموضوعات التي يتناولها.
فإن كانت هذه الموضوعات تحتفي بالظلمة.
إن كانت هذه الموضوعات بعيدة عن تبصير الأمة بقضاياها وبحلولها،فحينئذ يفقد هذا الشعر قيمته.
حينئذ سيحتفي بهذا الشعر الطغاة والمجرمون.
فيصبح سلاحا ضد الأمة بدلا من أن يكون سلاحا لأجل نصرة الأمة وتوعيتها.
النظرة التي تقول أن الشعر هو وسيلة للامتاع والمؤانسة، فقد أساءت إليه.
والتي تقول أن الشعر هو للغناء والطرب، فقد أساءت إليه.
الشعر هو نبض الأمة.
والشاعر الذي لا يتفاعل مع قضايا الأمة فقد أساء لموهبته إساءة بالغة، وحط من قدر الشعر بقدر ابتعاده عن قضايا أمته.
هذا المعنى ينطبق على كل الفنون.
فالفنون ما هي إلا تبصير بما تعانيه الأمة.
أما من يجعل هذه الموهبة في مدح الأمراء، وفي إشغال الأمة من خلالها بقضايا هامشية، فستصبح هذه الموهبة وبالا وعبئا ثقيلا على الأمة.
الفنان التشكيلي الفلسطيني ناجي العلي استطاع أن يجعل من ريشة رسمه سلاحا يهاجم به العدو للدرجة التي تسببت في اغتياله إذ اعتبره العدو أنه لا فرق بينه وبين الجندي الذي يحمل السلاح.
عندما تجد مهرجانا للشعر يترنم به الشعراء ويستمتعون، والبلد تمر بأزمة أمنية وسياسية خانقة، فهؤلاء بمؤتمرهم هذا أساؤوا للشعر.
إن شعرا غريبا وبعيدا عن قضايا الأمة سيتلاشى وسيختفي أثره مهما كانت موهبة من يقرضون الشعر.
شتان بين قول الشاعر:
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن بستجيب القدر.
ولا بد لليل أن ينجلي.
ولا بد للقيد أن ينكسر
وبين قول الشاعر.
ايا حافظ سر بالدرب مفتخرا.
إننا اليوم بايعناك للأبد.
إن الملاقح بالدنيا وإن حبلت كمثل بشار لم تحمل ولم تلد.
فهذا شعر، وهذا شعر، وصاحب العقل يميز