كتب : غاندي معتصم محمد : غياب المنهج تصريحات عبدالحى نموذجا

الحرية قيمة انسانية، وعندما تسلب من الفرد حريته تسلب معها انسانيته، وليس هنالك أقسى على النفس البشرية من تسلط أى جهة (أى كانت) لحرمانك من الحق فى المجاهرة برأيك.
من خلال متابعاتى لحراك ديسمبر 2019 كنت ألحظ تعالى أصوات الشباب عند الهتاف للمطالبة بحقهم الدستورى فى الحرية، وكان يصحب ذاك الهتاف نشوة غامرة تكاد تذهب بالعقول، ويومها كنت أقول لنفسى أن أهل السودان (تأريخيا) أكثر شعوب الأرض تعطشا للظفر الكامل بالحرية، وأقول الكامل لأن الخرطوم حينها كانت تضج بالصحف المعارضة لنظام الحكم، وكتاب الرأى المعارضون حتى بالصحف المناصرة للنظام، وكان رموز المعارضة ضيوفا دائمون على القنوات الفضائية، وهذه دعوة لعمل عصف ذهنى للبحث عن أى الشعوب فى المحيط الاقليمى تتحلى بهذا القدر من الحرية؟
منهج الحياة تأسس على مبدأ المدافعة (الرأى والرأى الآخر) وعليه فان ما تم تداوله على نطاق واسع عن حديث منسوب لرجل الدين عبدالحى يوسف يصنف فى خانة الراى الذى تجب مناهضته بالراى الآخر، وعبدالحى ليس سياسيا، وهو ليس عسكريا ولا يستند على مرجعية سياسية حتى ياخذ هذا الحيز من الاهتمام فى هذه اللحظة الفارقة من تاريخ السودان، أما غضب البعض فى حديثه عن قائد الجيش، فهذا أمر طبيعى فلم يجمع الناس حتى على سيد البشرية، فكيف لنا أن نطلب منهم الاجماع على البرهان؟
أولوياتنا السياسية يجب أن تنحصر فى قضايا النزوح والهيكلة ومتطلبات النهضة والمعالجات الاجتماعية، وكل شئ غير ذلك يصب فى خانة القضايا الانصرافية.