بالواضح : فتح الرحمن النحاس : ستعود للوطن سيرته الأولي لا يأس رغم فداحة الحرب العودة أرحم من سجن النزوح

كل سوداني وسودانية في بلاد النزوح واللجوء، (يتلهفون) للعودة للوطن، والكل يعلم أن (الجرح عميق) والخراب (علامة مميزة)، ورهق الحياة ونقص الخدمات والغلاء، مشاهد (مصاحبة) للخراب والدمار والوحشة وصمت الشوارع في (وجل)، لكن رغم (الفاجعة) يظل الوطن هو الوطن في جماله الأخاذ و(متعة) الإنتماء إليه، والتصالح السرمدي بين الأنسان وبين النيل والضفاف، أما المدن والقري التي (انتهك) المتمردون الأوباش (سلمها وأمانها)، فهي ذات الأمكنة التي مازالت (تستقبل بحبور) الشمس والقمر ومطر الخريف فلا شئ يمنعها أن تحيا في كبرياء و(أمل) وإنشراح وبسالة.. فلئن غاب بعض أهلها بحثاً عن الأمن وإتقاء لشرور الأوباش، فلايعني ذلك أنهم (يعافون) العودة إليها أو يترددون (حذراً) من معاناة الحياة اليومية، فهم فهموا جيداً أن العودة (أرحم) لهم من (سجن) النزوح واللجوء وياله من سجن لامراغماً فيه ولاسعة
*ولاحياة ولا إنتعاش لمدن ولا لقري إن لم يتصالح معها إنسانها و(ينغمس) في حزنها وفرحها وهذا (الأسي العابر)، فإن كان الأوباش قد سرقوا وسامتها وأوحشوا فيها البيوت و(اغتالوها) بالغدر والقبح و(السلاح الغبي)، إلا أنهم مااستطاعوا أن (يتنزعوا) الإنتماء لترابها من صدور أهلها لأن هؤلاء الوحوش كانوا في لحظات آستفراغهم الأحقاد عليها، كانوا (أقل) قامة ومظهراً وبينهم وبين (وسامتها) المطبوعة فيها بعد المشرقين، فقد داست القري والمدن (الأليفة) علي قطعانهم (الوضيعة) فهربوا يحاكون الجرذان الهاربة…وأما (ماخلفوه) وراءهم من خراب ودمار وأحزان و(غبائن)، فتلك هي أدوات (استئصالهم) بلا رحمة من أرض السودان، وهاهم القتلة الأوباش يذوقون مرارة الحسرات و(القتل بالجملة) فمابكت عليهم السماء ولا الأرض، ومايزال الدرس مستمراً
*ماحدث من خراب ودمار ونقص في الأنفس والثمرات وشح في الدواء وقطوعات الماء والكهرباء، تمثل أثمان الحرب أصلاً قابلة للسداد فهي (قدر محتوم)، ولن تكون سبباً لأحد أن (يجافي) وطنه ويتردد في (العودة الطوعية)…ثم ماهو أهم أن (نشجع) من هم في دول اللجوء والنزوح أن يحزموا امتعتهم ويعودوا للوطن الأم، الذي ينتظرهم لإحياء (الموات) الذي خلفته الحرب، والعمل علي (إعادة بنائه) وتحريك الدم في شرايين المدن والقري، فلا أحد غيرنا سيعيد لوطننا (سيرته الأولي)، واليأس والإحباط و(التوجع) أدوات (هدم) وتصب في تاخير (نهضة الوطن)، فهلموا ياأبناء وبنات السودان فوطنكم في إنتظاركم و وكل المدن والقري والأفراح المغيبة قسراً
*سنكتب ونكنب…!!!*