الراي

محجوب مدني محجوب: إن أريد إلا الإصلاح السودان والأحداث العالمية.

يخطئ من ينظر إلى الأحداث العالمية بأنها ستغير حال السودان، وتحيله إلى بلد مستقر وآمن سياسيا واقتصاديا.
مهما كانت نتيجة الأحداث العالمية، فإن لم يرتب أهل السودان بيتهم من الداخل، ويضعون حدا لهذا التشرذم والتشظي، فلن يأتيهم الحل من خارج السودان.
البعض متفائل بأن الصراع الأمريكي الإسرائيلي الإيراني في المنطقة، والذي يبلغ أشده هذين اليومين بأن هذا الصراع سيفتح على أهل السودان استقرارا وأملا جديدا.
وهؤلاء لا يلامون على هذا الشعور، فالغريق يتعلق بقشة إلا أن هذا الصراع للأسف سوى أنه سيزيد الحال من سيء إلى أسوأ في السودان، فلن يعمل على شيء، وذلك لعدة أسباب منها:
* أس المشكلة السودانية داخلية، فهي إن كانت عسكرية، فهي بين فصيلين سودانيين تماما، ومهما قيل عن حجم التآمر الخارجي لهذه الأزمة العسكرية، فستظل الأزمة سودانية سودانية، وإن لم تحسم، فستظل الأزمة قائمة، فإن لم تتأثر بها بعض مناطق السودان بصفة مباشرة، فسوف يأتيها التأثير بصفة غير مباشرة.
وستظل تستنزف هذه الأزمة في كل مقدرات الوطن البشرية قبل بنيته التحتية والاقتصادية إلى أن يضع أهل السودان يدهم عليها، ويعملون على حلها.
والعجيب أنه لم يتم الاتعاظ من تجربة الجنوب وهي التي ظلت تنخر في جسد هذا الوطن حيث أقعدته عن أي تقدم إلى أن انتهت أزمته بفصله.
فأمة لا تتعظ بتجاربها ستظل أمة جاهلة متخلفة تتقاذفها الأحداث العالمية بعيدا عن كل مرسى آمن.
أما الشأن السياسي فهو ليس بأقل سوءا من الشأن العسكري، ف(صمود) تسرح بعيدا في واد هو بعيد كل البعد عن وادي المؤتمر الوطني من جهة، وبعيدة هي كذلك عن وادي الجناح السياسي العسكري من جهة أخرى.
فمن يظن أن إيران أو سقوط أي دولة من دول الخليج إثر الصراع القائم في المنطقة اليوم بأنه سيقدم حلا لأزمة السودان فما هو إلا واهم.
* أثبتت التجارب بأن كل أزمات الدول لن تبارحها إلا بحل يكون أبطاله وصانعيه هم أبناء البلد
* كما أثبتت التجارب بأن كل جهة خارجية تريد أن تدخل رجلها في السودان، فهي تبحث عن مصلحتها وأهدافها في المقام الأول ولن تنظر إلى أزمته إلا لتجعلها معبرا لهذه المصالح والأهداف.
* الصراع الداخلي السوداني سواء العسكري أو السياسي ما دام متشرذما ومتشظيا سيظل يستغل كل طرف فيه أي مستجدات في المنطقة.
فالنظرة التي تتجه إلى حل أزمة السودان من الخارج، فأقل ما يقال عنها أنها نظرة مخدرة ستجعل السودان غارق في أزمته إلى ما شاء الله.
فما دامت الأحداث الداخلية والتي تمثلت في حرب ضروس قضت على الأخضر واليابس لم تغير المسار الخاطئ لحل الأزمة.
وما دامت الجهات الخارجية مهما بلغ وضعها، فلن تعمل سوى أن تزيد من الوضع سوءا.
فلا حل إذن إلا أن يجتمع أهل ااسودان على كلمة سواء يرمون كل خلافاتهم وأزماتهم الخاصة خلفهم ويجلسون لا يضعون أمامهم سوى هذا الوطن المحراب الواسع.
حينئذ سينجو السودان.
حينئذ سيساهم السودان في دحر العدو الإسرائيلي سواء عبر إيران أو عبر غيرها.
أما بوضعه الحالي، فلن يكون سوى حطبا للجميع العدو والصديق، وسيستخدمه الكل في إشعال نار الصراع لصالحه فقط.
فمتى تتعظوا يا أهل السودان، وتحافظوا على بلدكم قبل فوات الأوان؟!  
 
  

abubakr

محطات ذهبية موقع اخباري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى