تصحيح المسار: حول الوقفة التضامنية مع اليوم الدولي للمسنين الموافق الاول من شهر أكتوبر الجاري و ايضا اليوم الدولي للاعنف في اليوم الثاني من أكتوبر. د. لؤي عبد المنعم محمد
![](https://goldenstations.net/wp-content/uploads/لؤي-مصطفى--640x470.jpg)
اود ان ابتدر حديثي عن المرأة باعتبار انها اول ضحايا العنف و الحروب من حيث الاثر النفسي و الجسدي و اعني به ( تعرضها للاغتصاب و الاصابات بصفة عامة) في خضم معاناتها لرعاية و حماية ابنائها واسرتها، اضافة للأثر الاقتصادي و الاجتماعي كذلك، برغم انها تمثل مفتاح الحل لمعالجة نتائج الحروب، للأسف كثير من المنظمات الدولية و العاملين في المجال الخدمي لا يكون مدخلهم سليما لدرء اثار العنف و الحروب لأنهم لا ينظرون للمرأة كطرف منتج بالقدر الكافي، لذلك نجد انهم يركزون بدرجة كبيرة على تقديم الخدمات الصحية و المساعدات الانسانية في مراكز النزوح، دون النظر الى اهمية استعادة المرأة لدورها المنتج و المعيل للأسرة كتزويدها بوسائل الانتاج او تدريبها لرفع انتاجيتها. برامج التمويل الاصغر المخصصة للمرأة النازحة في مجالات محددة و مدروسة في تقديري هي الانسب لدرء اثار العنف.. كثير من المجتمعات و خاصة في القارة الافريقية يقتصر دور الرجل على بيع المحصول والرعي و الدفاع عن الاسرة و القبيلة و الانفاق، بينما تأخذ المرأة الزراعة على عاتقها اضافة الى المساهمة في الرعي في المناطق الآمنة، الى جانب رعاية شؤون الابناء و تعليمهم و توجيههم كل حسب عمره في مساعدة الاسرة. لذلك التركيز على المرأة و تعافيها سريعا من اثر العنف و معاودتها للإنتاج و الخروج بها من دائرة الفقر و العوز ضرورة ملحة لتعافي المجتمع برمته.
و اود ان اسلط الضوء هنا على جانب من تجربة صانع السلام المهاتما غاندي و هو الزعيم الهندي الغني عن التعريف الذي رغم كبر سنه لم يجلب فقط السلام و الاستقلال للهند و لكنه وضع ايضا اسس سليمة و متينة لاستدامة السلام و محاصرة العنف عالميا، بقوله:
• الفقر هو أسوأ أشكال العنف.
• اللاعنف هو سلاح الأقوياء.
• اللاعنف والحقيقة لا ينفصلان ويرتبط كل منهما بالآخر.
• قد لا نكون أبدًا أقوياء بما يكفي لنكون غير عنيفين تمامًا في الفكر والكلام والفعل. و لكن يجب أن نبقي اللاعنف هدفنا وأن نحرز تقدمًا قويًا نحوه.
كذلك على صعيد آخر ينبغي الاهتمام بكبار السن عبر عدة مشاريع اجتماعية و خدمية عامة و خاصة تمنحهم الامان و الرعاية اللازمة و الاولوية و عدم التمييز في تلقي الخدمات، و ايضا عبر الاحتفال باليوم الدولي لكبار السن الذي تنظمه الامم المتحدة، و هو مشابه ليوم الأجداد في أمريكا وكندا وكذلك إلى احتفالية التاسع المضاعف في الصين ويوم احترام المسنين في اليابان.
و تتوقع الاحصائيات الدولية، أن يبلغ عدد المسنين، ممن تجاوزوا الستين عاما (حسب التصنيف القديم) حوالي المليار ونصف المليار نسمة بحلول عام 2050.
لذلك من المهم كما ذكرت آنفا بحث كيفية مساهمتهم في التنمية الاجتماعية من منظور يراعي عمرهم و خبرتهم و استفادتهم من الخدمات المبذولة لهم.
و نحن كمجتمع مسلم لدينا تراث اصيل و ملهم في توقير كبار السن و خدمتهم و ضمان حقوقهم بدون تمييز عرقي، فقد اوصى نبي الرحمة محمد صلى الله عليه و سلم معشر الشباب بهم خيرا، و جعل ذلك سببا لمرضاة الله و التقرب اليه، في عدة احاديث منها على سبيل الذكر و ليس الحصر :-
حديث رواه أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عن عن رسول الله ﷺ ( مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ إِلَّا قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ)
و حديث رواه أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عن عن رسول الله ﷺ( إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ)
و الحديث الاكثر شهرة رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن رسول الله ﷺ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا )
و بالتقيد بهذه الاحاديث فائدة كبيرة تعم المجتمع من ناحية تعزيز الترابط الاسري و تربية النشأ على القيم الحميدة جيلا بعد جيل، فضلا عن تكريم و توقير كبار السن و خدمتهم.
و حفظ الله شعبنا ونصر جيشنا المدافع عن الارض و العرض في مواجهة مليشيا الدعم السريع، التي ارتكبت اكبر انتهاكات ضد الشعب و المرأة و كبار السن على وجه الخصوص، ليس لها مثيل في القرن الحادي و العشرين، و عجل بعودة الامن و الاستقرار لربوع بلادنا.