الانسان الأوروبى بين الجد والهزل (2) : بقلم: غاندى معتصم محمد
ما يميز الانسان الأوروبى هذا الذهن المفتوح، فالفرد فى الغرب عامة قابل على التعاطى مع القضايا دونما مواقف مسبقة، ولكنه فى نفس الوقت قابل للتأطير الذهنى على مسلمات ناتجة من قوة تأثير مراكز النفوذ على مساحات الوعى والتفكير، لدرجة أن صاحب هذا الذهن المفتوح، يبدوا أحيانا أقرب إلى الساذج، ولأدلل على ذلك دعونى أشير إلى نسبة اليهود فى أوروبا والولايات المتحدة، لا تتجاوز ال 5% ولكن قوة تأثيرها تجعل العقل الجمعى كالأسير خارج دائرة الفعل والوعى.
المبعوث الأمريكى السيد توم بيرلو، ظل يتفرج على حرب السودان، وهو عاجز عن إنفاذ مفاوضات رعتها الولايات المتحدة بعد شهر من اندلاع المعارك فى الخرطوم، وبعد ما يقارب العام والنصف على شرارة هذه الحرب، تذكر سيادته فظاعة الحرب فى السودان، وذهب إلى سويسرا ناصبا خيمته بمصاحبة الفرقة الموسيقية، دونما تأكيد مسبق على مشاركة السودان، لمجرد الخوف من التقارب السودانى/ الروسى فى البحر الأحمر وتأثير ذلك على حركة التجارة الدولية، وثلثى الطاقة الدولية، وتداعيات ذلك على حرب محتملة فى أوروبا.
يقينى أن هذا العجز الأمريكى المشاهد كان نتاجا طبيعيا لمجهودات قوى الضغط الخفية، فخلف كل القرارات السياسية، تفاهمات وصفقات اقتصادية غير مرئية، ولوبيهات سياسية ساذجة وقصيرة النظر تجعل من المبعوث الأمريكى موظف أبله من الدرجة الرابعة، وبناءا على ذلك أسمحوا لى أن أهمس فى أذن توم بيرلو .. صباح الخير.