د. السر علي سعد محمد : قنوات واتساب الإخبارية: التوقعات والنتائج
توقعات الناشرين
عندما أطلق الناشرون القنوات الإخبارية على واتساب، كانت لديهم آمال كبيرة في زيادة تفاعل الجمهور والتكيف مع المشهد المتطور لاستهلاك الأخبار. وقد أتاحت شعبية واتساب كأداة تواصل فرصة للاستفادة من قاعدة مستخدمين كبيرة ونشطة، لا سيما في مناطق مثل إسبانيا، حيث يُستخدم واتساب على نطاق واسع لاستهلاك الأخبار. سعى الناشرون إلى تحقيق عدة أهداف:
1. زيادة تفاعل الجمهور: من خلال الاستفادة من الطبيعة الشخصية والمباشرة لواتساب، كان الناشرون يأملون في تعزيز جمهور أكثر تفاعلاً وتفاعلاً.
2. توسيع نطاق الوصول: سعوا إلى الوصول إلى الجماهير الأصغر سنًا الذين يفضلون استهلاك الأخبار على الأجهزة المحمولة.
3. تعزيز حركة المرور والتنويع: كان هناك توقع بزيادة عدد زيارات الموقع الإلكتروني وتنويع مصادر الأخبار.
4. المشاركة الفعالة للجمهور: كان تشجيع القراء على المشاركة في مهام التحقق من الحقائق والمناقشات فائدة أخرى متوقعة.
النتائج الأولية
على الرغم من هذه التوقعات العالية، واجه الناشرون العديد من التحديات خلال السنة الأولى:
1. عبء العمل اليدوي: كان الجهد اليدوي المطلوب لإدارة قنوات واتساب كبيراً. وشمل ذلك تنسيق المحتوى وإدارة المناقشات والرد على استفسارات الجمهور.
2. إهمال استراتيجيات التفاعل: لم يقم بعض الناشرين بتطوير استراتيجيات كاملة لإشراك الجمهور بشكل فعال، مما أدى إلى تحول أقل في علاقة القارئ.
3. تكييف اللغة الصحفية: ثبت أن تكييف اللغة الصحفية التقليدية مع لهجة أكثر تحادثية وشخصية مناسبة للواتساب كان تحديًا. وتطلّب النجاح في الوصول إلى الجمهور الأصغر سنًا إعادة التفكير في عرض المحتوى.
مزايا قنوات واتساب
على الرغم من التحديات، فإن قنوات واتساب تقدم العديد من المزايا المتميزة لصناعة الأخبار:
1. التواصل الفوري: يسمح واتساب بالتحديثات في الوقت الحقيقي والتواصل المباشر مع القراء، مما يعزز الفورية والملاءمة.
2. قدرات الوسائط المتعددة: تدعم المنصة العديد من صيغ المحتوى، بما في ذلك النصوص والصور ومقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية، مما يجعلها متعددة الاستخدامات لنشر الأخبار.
3. الإبلاغ عن الأزمات: خلال الأزمات، كان واتساب أداة قيّمة للصحفيين، حيث يوفر مساحة جديدة للوساطة والتعليق والتغطية الإعلامية.
4. تفاعل الجمهور: تتيح الطبيعة التفاعلية لواتساب مشاركة الجمهور النشطة في التحقق من الحقائق والمناقشات، مما يعزز علاقة أوثق بين المؤسسات الإخبارية وقرائها.
الجدوى المالية
النجاح المالي للقنوات الإخبارية على واتساب متفاوت ويعتمد على عدة عوامل:
1. الوصول إلى الجمهور: في بلدان مثل إسبانيا والبرازيل، حيث يعتبر واتساب أداة أساسية لاستهلاك الأخبار، شهدت وسائل الإعلام انتشارًا واسعًا.
2. تعويض الانخفاضات: استخدمت غرف الأخبار واتساب لتعويض انخفاض أعداد الجمهور على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى مثل فيسبوك.
3. تعزيز التفاعل: أدت قدرات التواصل الفوري للمنصة إلى زيادة تفاعل الجمهور، مما قد يؤدي إلى زيادة معدلات الاشتراك وعائدات الإعلانات.
تنسيق المحتوى
لا يتطلب المحتوى الإخباري على واتساب تنسيقًا محددًا ولكن يجب تكييفه ليتناسب مع خصائص المنصة:
1. مصداقية المصدر: يمكن أن يؤثر تسليط الضوء على مصدر المقالات على ثقة المستخدمين وتشكيكهم، مما يؤثر على المشاركة.
2. التنسيقات الملائمة للجوال: من الضروري تكييف المحتوى ليكون موجزًا وجذابًا ومناسبًا للاستهلاك على الأجهزة المحمولة.
3. ظهور المجموعات شبه الاحترافية: شهدت المنصة ظهور مجموعات إخبارية شبه احترافية فريدة، مما يدل على تأثيرها التحويلي على إنتاج الأخبار واستهلاكها.
الآفاق المستقبلية
يبدو مستقبل القنوات الإخبارية على واتساب واعدًا، مع وجود عدة استراتيجيات لتعزيز فعاليتها:
1. المحتوى المخصص: يعمل الناشرون على تطوير محتوى مصمم خصيصًا لتلبية تفضيلات مستخدمي واتساب وطبيعة التطبيق.
2. التفاعل المباشر: التفاعل المباشر مع الجمهور لبناء الثقة والمصداقية.
3. تكامل التسويق الرقمي: دمج قنوات واتساب في استراتيجيات التسويق الرقمي الأوسع نطاقاً لتحسين الوصول والمشاركة.
4. المحتوى المبتكر: استخدام مقاطع الفيديو القصيرة والبودكاست والرسوم البيانية لجذب اهتمام الجمهور.
5. الأدوات التحليلية: استخدام التحليلات لفهم سلوك المستخدم وتفضيلاته، وبالتالي تحسين جودة المحتوى وأهميته.
من خلال هذه الاستراتيجيات، يمكن للناشرين الاستفادة من الإمكانات الكاملة لقنوات واتساب الإخبارية للوصول إلى جمهور أوسع وأكثر تفاعلاً، مما يضمن وجودًا مستدامًا ومؤثرًا على المنصة.
