الراي

محجوب مدني محجوب : إن أريد إلا الإصلاح. لماذا يصعب على المنتسبين لنظام الإنقاذ خلع ثوبه؟!

ليس سهلا إطلاقا أن يخلع كل منتسب لنظام دام أكثر من ثلاثين عاما وما زال يضع يده على كل مقدرات البلد.
ليس سهلا إطلاقا أن يخلع منسوبوه ثوبه هكذا لمجرد سقوطه إثر ثورة شعبية.
ثورة شعبية رغم عنفوانها إلا أنها افتقدت لكل بوصلة تسير عليها.
فهذان الجانبان الأساسيان:
جانب يمثله نظام منذ أن انقض على السلطة لم يكن في حسبانه إطلاقا أن يتركها يوما ما.
وجانب ثورة شعبية فاقدة لأي رؤية بحيث لم تكن تحمل سوى شعارات.
والطاقة الوحيدة التي كانت تدفعها وتقويها هي سوءات نظام الإنقاذ.
هذان الجانبان كفيلان بألا يجعلا منتسبا واحدا لنظام الإنقاذ يتخلى عنه أو لا يدافع عنه.
ينقسم منتسبو الإنقاذ إلى فئتين كل واحدة لها أسبابها القوية الكفيلة بأن تجعلها تتمسك بالإنقاذ.
الفئة الأولى: فئة صانعة ومساهمة في وجود الإنقاذ، وهذه الفئة تجاوز عمرعا الستين الآن،  وبالتالي أن تتشبث بنظام سقط لم يأت بديل مقنع بعد سقوطه أفضل لها مئة مرة من أن تتلمس نظاما جديدا، وهم في هذه السن.
الفئة الثانية هي فئة الشباب، وهذه الفئة كذلك استحالة أن تبحث بديلا للإنقاذ ليس فقط بسبب أن الثورة تذكرها دوما بخيبة أملها في الإنقاذ بل السبب الأقوى من ذلك هو أن نظام الإنقاذ يلاحقها في كل تفاصيل حياتها اليومية في شغلها في عملها الطوعي في علاقاتها في نظرتها للحياة حيث ارتبطت بهذا النظام الذي لم يكن مجرد نظاما للحكم بل كان يمثل رؤية للحياة ثقافيا وعقديا واجتماعيا بل وعنصريا في كثير من الأحيان.
لهذه الأسباب مجتمعة كان استحالة لهاتين الفئتين العمريتين أن يتخلا عن نظام الإنقاذ.
فالأمر لا علاقة له بسقوط النظام.
الأمر لا علاقة له بفشل المشروع السياسي الذي تبنته الإنقاذ.
الأمر ليس له علاقة بحسابات عقلانية أو منطقية.
إطلاقا.
كل الأمر يتعلق بحسابات نفسية للفئتين.
وهذا النوع من التكوين سواء للأنظمة أو منتسبيها لا يمكن أن يزول بثورة،  وإنما يزول كما يحكي لنا التاريخ عبر الزمن.
فالزمن هو وحده الكفيل بطي هذا الصفحة من تاريخ السودان.
لتنطبق عليه القاعدة المشهورة:
تجارب سادت ثم ماتت.
وليضيف مثل غيره أن الأنظمة تنجح برجلين اثنتين لا برجل واحدة.
هاتان الرجلان هما.
صحة الشعار.
تطبيق الشعار.
فإن كانت الإنقاذ صدقت في الشعار، فقد كانت مثالا للابتعاد عنه جملة وتفصيلا بل كأنها كانت تسير في إثبات عكسه.
لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء.
سبحان الله!

abubakr

محطات ذهبية موقع اخباري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى