الظن : د. محمد بشير عبادي
هو الاعتقاد أو الاعتماد على شئ ما، دون وجود دليل قاطع أو بناءً على تجربة سابقة وقد يكون إيجاباََ أو سلباََ.
الظن هو يفيد الشك أو الرجحان أو الاعتقاد دون يقين،فالشك هو عدم الثقة في شئ معين، أما الفرق بين الظن والريبة فالأخيرة تعني ظن وشك وتهمة، هي التردد بين الشك نفياََ والظن اثباتاََ.
سُئل الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:” كيف يكون سوء الظن بالله ؟ قال : الوسوسة والخوف الدائم من وقوع مصيبة
وترقب زوال النعمة ، كلها من سوء الظن بالرحمن الرحيم “..
الوسوسة هي الأفكار المزعجة التي تثير الشك والقلق في العقل.
الظن يمكن أن يؤدي إلى الخطأ في التقدير والتفاوت بين الأشياء والظن السيء بالآخرين قد يؤدي إلى سوء الفهم والتواصل وكذلك الظن خيراََ بالنفس قد يؤدي إلى تحقيق النجاح والتطور.. الظن محمود في بعض الحالات عندما يكون مبنياً على تجارب سابقة أو معرفة موثقة ويكون الظن سيئاََ عندما يكون مبنياََ على افتراضات خاطئة أو عندما يؤدي إلى الشك والتشكيك دون أساس واضح.
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيه مَّيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّه ۚ إِنَّ اللَّه تَوّابٌ رَّحِيمٌ”، (سورة الحجرات، الآية 12) ويقول تعالى:”إِذْ جاءوكم مِّن فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا”، (سورة الأحزاب، الآية 10)، فالإسلام يحث على تجنب الظن السئ والاعتماد على الأدلة والبراهين ويحث على الاعتقاد بالخير وتفادي الشكوك غير المبررة.
لتجنب الظن السئ يجب التأكد من المعلومات قبل اتخاذ أي قرار والتواصل المفتوح والصريح تحوطاََ من الاحتكام إلى الظنون والاستماع إلى وجهات نظر الآخرين بفهم واحترام ومحاولة التفكير الإيجابي والتركيز على الأدلة والحقائق بدلاً من الافتراضات والعمل على بناء الثقة بالآخرين وتجنب الانغماس في الشكوك دون سبب مبرر.