عٕرق في السياسة : الطريفي ابونبأ : تفويج ( النازحين ) و ( العودة من الموت )

للشاعر الفلسطيني محمود درويش مقولة راسخة خلدها التاريخ وأصبحت فلسفة تحكي عن مآلات الحال …درويش فجعه الموت الذي أخذ أهله وأقاربه قال ” الموت لا يوجع الموتي ‘ الموت يوجع الحياه” وغالبيتنا موجعون بالموت …استغنينا وفارقنا كل شيء الا الموت الذي ظل ينقلنا من مكان لآخر …و ( العودة من الموت ) عنوان المقال لم يكن لنكتبه لولا الواقع الذي جرح المشاعر ونهش الإنسانية واراد أن يكون مختلف وبفرضيات هي ( الاسوأ ) علي النازحين الذين عادوا بالأمس لديارهم في مدن بحري وقري الجزيرة بعد أن تم تفويجهم من الدامر في مشهد قتل فرحة العودة للعاصمة المحرره ….
حدثتني إحدي النساء اللذين تخلفوا من العودة بسبب ( الفوضي ) التي حدثت في التفويج أن أسرتها التي حضرت في الخامسة صباحا لمقر التجمع للسفر تقسموا بين المركبات وانفصلوا عن زويهم والدهشة لن تسعيفنا لتصوير مشهد العودة التي كانت علي ( جامبوهات ) كبيره كنا نشاهدها وهي تحمل صادر الماعز لموانئ البحر الاحمر …مشهد تصور كبار السن من الرجال والنساء وبعض المرضي واختلاطهم بالشباب والمغتنيات ( العفش ) يبكي كل من يشاهدة ولكنها الظروف وضيق العيش واستغلال أصحاب المركبات التجارية ورفعهم لتذاكر السفر للخرطوم ….لم يكن للنازحين غير العودة للعاصمة إلا بهذه الأوضاع التي لا تشبه الإنسانية ….
تواصلنا بالأمس حتي ساعات متأخرة من الليل تجاوزت العاشرة مساء للاطمئنان علي العائدين الذي تأكد عدم وصول بعضهم للديار …ورسالتنا للمسؤولين بولاية نهر النيل وكل الولايات الآمنه أحسنوا وداع الموتي من اهلنا ( الاحياء) ولاتدعوا الظروف تقتلهم أكثر …..