حد السيف : محمد الصادق : الإعمار قبل القرار

0 الشئ الوحيد الذى لا شك فيه ولا خلاف عليه هو ان كل الذين شردتهم الحرب من ديارهم سوى كان للولايات الآمنة او خارج السودان فى دول الجوار . كلهم يريدون العودة لديارهم والعيش فيها براحة بال و ضمير . وحتى الموظفين والموظفات جميعهم يريدون العودة لوزاراتهم ومواقع عملهم المختلفة . ووسط هذه الأمنيات جميعها يقف دمار الخرطوم عقبة فى طريق العودة التى يمنى الجميع بها النفس .
0 الخرطوم الآن كل الظروف المحيطة بها لا تبشر بعودة الناس اليها . دمار فظيع وجثث متحلله وكلاب ضالة وامراض فتاكة وفوق هذا وذاك لا مياه ولا كهرباء ولا مستشفيات ولا دواء . كل الذى تعيشه الخرطوم من حال يرثى لها تؤكد أنه لا مجال للعودة لها الآن رغم قناعتنا أن الديار يعمرها اهلها ويمكن أن يبدأ البناء بطوبة .
0 للأسف الشديد النداءات التى اطلقها رئيس الوزراء بإعادة كل الجامعات للعمل من داخل الخرطوم . ونداء والى الخرطوم بعودة العاملين لوزاراتهم فى تقديرى نداءات هذا ليس زمانها . اين هى الجامعات التى ستستقبل الطلاب والدارسين وبل اين المدارس ورياض الأطفال . واين الوزارات التى ستستقبل موظفيها لكى يمارسوا عملهم بالصورة المطلوبة وكما ينبغى لها أن تكون .
0 إننا جميعا من أنصار العودة العاجلة للديار والخرطوم . ولكن لابد ان تكون قد سبقتها إعادة إعمار للوزارات والمؤسسات والطرق والجسور والكهرباء والمياه وتأهيل الجامعات والمدارس ومكافحة الأمراض والأوبئة لكى يعود الجميع وليس امامهم هواجس او إشكالات تهدد بقائهم وتجعلهم يندبون حظهم بسبب المتاعب والمشاكل التى تواجههم .
0 نقول ذلك ونحن نريد للجميع العودة العاجلة ولكن فى الوقت الراهن لا نرى مكانا يمكن أن يكون ملاذا للجميع غير محلية كررى التى تعتبر الأفضل على مستوى كل محليات الخرطوم والتى بحمد الله لم تتأثر كغيرها من المحليات بالتدمير والخراب الممنهج والسرقات والحسرة والألم . وبالتأكيد لا يمكن ان تستقبل كررى كل الوزارات الإتحادية والولائية والجامعات والمدارس مع الكثافة السكانية . رغم انها لا تخلو من التفلتات الأمنية التى تكون هنا وهناك .
0 على رئيس مجلس الوزراء ووالى الخرطوم ان يبذلا المزيد من الجهد فى توفير بيئة صالحة للوزارات والمؤسسات حتى ولو كان الإعمار لبعض الوزارات التى يمكن ان تكون العودة لها تدريجيا إلى ان إكتمال العمل فيها بالصورة المثلى والمطلوبة .
0 نحن لا نريد من رئيس الوزراء ووالى الخرطوم أن يتراجعا عن القرارات التى صدرت ولكننا نريد منهما أن يراجعا ولا يتراجعا . فالتريث والعمل وفق رؤية مستقبلية هو الأفضل والأمثل على الأقل فى هذه المرحلة . ونأمل أن نسمع بقرارات تعيد للخرطوم القها وجمالها لكى ينعم المواطن بالصحة والعافية ويمارس الجميع اعمالهم فى وزاراتهم ومؤسساتهم والطلاب فى جامعاتهم ومدارسهم والأطباء فى مستشفياتهم والعمال فى مواقع أعمالهم المختلفة والقوات الأمنية التى تحفظ الأمن وتعطى الأمان .
وبكره يا سودانا تكبر ..
تبقى أعلى وتبقى أنضر
0 غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .