عٕرق في السياسة : الطريفي ابونبأ : دولارات عقار ومطافي جهنم عند النميري

يحكى من طرائف الرئيس الأسبق جعفر نميري والعهده عند الراوي ان خاصته من حوله طالبوه بترقية مدير المطافي حينها لرتبة اللواء حتى يتثنى ترقية بقية الضباط في رئاسة المطافي فما كان من الرئيس الا ان قال لهم بحسم ( ليه هم عاوزين يطفوا جهنم)…. الشاهد في القصه ان البعض يتفق لتمرير مصلحة ما كما هو الحال للبعض الاخر الذي يتآمر لتمرير أجندة معينه وكلا الفريقين يعملون بدون حق وإذا ماوجدوا الحسم انتهوا وعادوا ادراجهم….
قبل أيام نقلت الميديا خطاب موقع من وزير الماليه بحقوق النائب الأول لرئيس مجلس السيادة عبارة عن نثريات سفر مقدرة بخمس مليار دولار هذا إذا أحسنت الذاكرة هذا المبلغ والذي يمكن أن يكون خيالي وغير منطقي رغما ان نثريات السفر خارج البلاد تتفاوت بين المسؤلين وهي حق تقابله مسؤليات كبيره ورغم ذلك نسأل بلسان الراحل نميري لمن تطوعوا لنشر الخطاب ( ليه اصلا هو عاوز يؤسس بنك)….لا أشك أن هنالك مبلغ كبير من الدولارات للنائب الأول ويمكن أن يكون نفس الشئ لرئيس الوزراء ووزير الخارجية وحتى وزير الماليه نفسه ومن قبلهم رئيس مجلس السيادة لأن العُرف السائد في المأموريات الخارجيه كذلك ولكن قبل أن نتأكد من قيمة المبلغ الذي أشك في صحته لابد أن نفكر في المكاسب التي حققتها سفريات النائب الأول للسودان فنحن دائماً مانفتعل الاثاره ونغض الطرف عن الفائده والمكاسب ….
علينا كصحافيين وإعلاميين أن نفكر في تقديم قراءات تفيد المواطن البسيط وتمكن الدوله من تحقيق أهدافها وان لا نبحر في تيارات متلاطمه يقودها صناع البروباغندا التي تسعى للنيل من القيادات …علينا أن نقدم افكار تسهم في استقرار الدوله والمحافظه على الشفافية والمال العام …
فإذا كانت النثريات الدولارية لممثلي السودان خارجياً هي العرف السائد لابد أن نغير منهجيتنا فالمثول إلى فقه ( إزالة العهده) لن يكون حل لتحقيق الشفافية بقدر مايكون المنطق في مناقشة تقارير الأسفار في لجان داخل مجلس الوزراء ومن خبراء في الشفافية من دوائر النائب العام لمعرفة نتائج وثمار المأموريات الخارجيه وإلا سنكون عُرضه لمن يحاولون حياكة المؤامرات وتقديم الحجج الزائفه لإثارة الفتن والمشكلات ….