عٕرق في السياسة : الطريفي ابونبأ : في عيد المعلم كم متألم

لم نكن نحتاج ليوم في العام حتي نحتفي بمعلمينا لأننا كشعب كنا نؤمن بأن “المعلم” هو كل شئ …في كل صباح نحتفي به مع نشيد العلم وحكمة الصباح كنا نجد “المعلم” في البيت وداخل المسجد وفي السوق وكل ماحولنا وجوداً إفتراضيا برسالته التي تمشي معنا في كل خطاوي حياتنا وحتي جلسات الأنس وحيشان المناسبات كان المعلم حضوراً في الاغنيات ” يايمه عاوزة عريس شرطا يكون لبيس من هيئة التدريس” ….هكذا كنا نحتفي بالمعلم حتى قبل التوصيه التي قدمتها اليونسكو في العام 1966 لوضع معايير دولية لمعاملة المعلمين حول العالم في مسائل التوظيف والتدريب والتعليم المستمر وظروف العمل والتي أثمرت بعد ثلاث عقود كامله في تخصيص يوم للمعلم يصادف اليوم الخامس من أكتوبر من العام 1994م …
والغريب في الأمر أن المدارس والجامعات في العالم عندما تحتفي في هذه اللحظات بهذا اليوم يوجد أعداد كبيرة من معلمي بلادي مشردين بين الولايات بعضهم في المشافي يعانون الامراض وآخرين في الأسواق يبحثون عن ” عٕزه” تنشلهم من “ذل” الحاجه حتى من صمد من أجل رسالته تشتت إنتباهه عن أداء الدرس ولم يتذكر أن اليوم عيدا له وهو يراقب حسابه البنكي ويحدث نفسه بأن يجد راتب شهري تم تأجيله قصراً ….
“المؤلم” في بلادي والذي اختار أن يكون كذلك لوضعه وظروفه علي اسمه المبجل ” المعلم” يبحث عن شيئاً هو ليس بيننا ولايشغل المسؤولين مهما حفظوا له من ود مصطنع واحترام غير مقنع ليبقى المعلم هو ” الرسول” المجرم في عُرفنا حتى وإن لم نظهر ذلك علانيه….
قبل سنوات ونحن في المسجد وقف شخص يبدو عليه الانكسار الذي يزين ملامحه الجادة والتي اختفت قسراً …وقف وهو يسأل المصليين ويحكي عن حاله وضيق معاشه ومالبث أن بكى وهو يذكرنا بأنه معلم …والصدمه التي باغتتني واظن معي كثير ممن شاهدوا تلك الواقعه هو احساسنا بأننا ” مجرمون” يجب أن ننتظر محاكمتنا فجرمنا أشد إيلاماً من أولئك الذين سرقوا منا الحياه واغتصبوا أفكارنا وانسانيتنا قبل إغتصاب حرائرنا والسؤال الذي مازال على ذهني كيف ندفن حيا كان بيننا رسولاً للإنسانية….
على الدوله إذا أرادت أن تحتفي بيوم المعلم لهذا العام أن تنصفه برد حقه في الحياه وإذا أرادت أن تحتفي به عليها أن تمنحه كل مستحقاته الماليه وإن كان ذلك بإستقطاع مائه جنية من كل العاملين في الدولة لرد حقه فهو الأحق بضريبة الاستقطاع من وزارة الماليه ومشاريع التنمية القوميه ….
رد حقوق المعلمين هو إحتفاء يشابه الانتصار في الحرب فالمعلم كالجندي الذي يدافع عن الوطن فلنحمي رسالته ليحيا الوطن …
فتكم بعافيه وكل عام والمعلم عزيزاً مكرم بيننا