الراي

عٕرق في السياسة : الطريفي ابونبأ : رسالة في بريد الفقيد

هل نحن بحاجه للموت حتى نتعظ هل حاجتنا للموت أكثر من حاجتنا للحياه ام كيف يمكن أن يولد ” الفقد ” فينا الشعور بالندم …هل سألت نفسك يوماً لماذا نحن نتعمد اخفاء مشاعرنا عمن نحبهم ونحترمهم وكيف نتسابق لتكتب تعابير الحزن ونستعرض كلمات الرثاء ورغم ذلك يصيبنا الفشل دون أن ندري فما نكتبه أو نتحدث به لا يسمعه غيرنا فالراحلون عنا لا يسمعون إلا الدعاء ورغم ذلك نتعمد رثاؤهم لنخبرهم ماذا كانوا لنا …عندما انتقل المشير النميري كان هنالك نقل مباشر على الهواء والمذيع الصاعد حينها أراد أن يتلاعب بالكلمات ويزينها فوقع في خطأ كارثي وهو يقول ” اعزائي المستمعين الآن ووسط جموع غفيرة أرى الجثة امامي وهي تتلألأ ” والكارثه” ان المستمعين تأكدوا ان المذيع يريد إخبارهم بأنه يمدح المشير النميري الذي لم يكن في الأصل بحاجه لمدحه …
ورغم أن من نفتقدهم ليسوا بحاجه لمدحنا ولكن تمنيت أن اخبرك بأنك الزميل المناسب للسفر ، المسؤليه ، النصح أردت أن اخبرك لماذا لم ارافقك في “العمره” بعد أن اتفقت معك ، أردت أن اخبرك كيف انت مثالي لم نحس بغضبك يوماً ، جدالك ونقاشك كالٱخرين ،كنت اريد إخبارك ان الجميع يخافون عليك من منصبك الجديد لأن تواضعك ومثاليتك لا تتناسب مع المناصب التي تحتاج لبشر يشابهوننا وانت مختلف فريد ،
لن ادعي القرب منك لأسطر ماكان من حديث بيننا رغم أن فرصتي مواتيه لاخبار الجميع عن مالايرونه فيك على شاكلة “المذيع الكارثه” وذلك لأنك قريباً من الصالحين ومع الله…ولا تحتاج لمدحي ولكن سأعترف بأن موتك علمني ان لا انتظر “البعد والفقد” حتى امدح من يستحقون وان تواضعك واحترامك وإن اعتبرها البعض ضعف فهما الشهادة التي نلت بها رضاء الجميع حتى الموت
النصيحه أن لا تبخل على من تعزهم وتحترمهم بالمدح وهم امامك وأن لاتنتظر الفراق لتكرمهم وعلينا أن نتساءل كيف عرف اللاهوتي الألماني مارتن هايدغر أن الوعي بالموت جزء أساسي من الوجود البشري وان الوعي به يؤدي لحياة لها معنى …
اللهم ارحم عبدك دكتور حمد النيل اسماعيل واغفر له واسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء

abubakr

محطات ذهبية موقع اخباري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى