عٕرق في السياسة : الطريفي ابونبأ : العودة للخرطوم في تشريع ( الأعرج) وتماهي ( خيري) وفطنة ( سقراط)

رجع فاضي الكلام مليان معاك إتبرجت غيمة وشهق جواي صوت جدول
مرقت علي المطر حفيان
لقيتك والرزاز مدخل وناديتك أقيفي معاي نشيل كتف الغنا الميل
اي شعرا ذلك الذي يلبس من ( الأخيلة) رداءا وسيع يحمل في جنباته الجنون ويأخذك لعوالم تجمل الواقع رغم مرارته وتجعلك تتأسلم وانت بكل حزن كافر…. كلمات لو راها الاعصمي لاحتفي بها وجعل من عكاظ سوق يتنزة فيه مع خيري الذي يظن ان ظهور الغيمه تتبرج لايحدث إلا مع محبوبته… أراد خيري ان يعارض الطبيعه ويملأ الغيمة حياه واحساس ويجعل من المطر سبب يدفعه للخروج دون أن يدري ليس للمطر ولكن لمناظرة غيمة تحمل حياة محبوبته…. ومابين خيري والآخرين مسافه نجتهد فيها لأن نكون في قرب من اخيلة سرقة تواجدنا في ازمنة الأسف والحزن النبيل….والسؤال هل إعتاد خيري ان يبطل ( مفاعل) الحزن بداخله ام انه ( التماهي) السياسي الذي يجعل لكل منا شخصيتين وجلبابان… جلباب ابيض يحتفظ به ( للصلاه) ومجالسة كبار القوم وآخر ليس بجلباب ولكنه قميص ( قد) ليتميز شكلة ويتناسب وندماء الليل…..
قال واسيني الأعرج أصعب الأشياء في الحياه هي البدايات وعليها تترتب كل الحماقات اللاحقة… فهل بدأنا نحن حتى تترتب الحماقات بهذا الشكل الغريب… فإذا مرضت تكون البداية ليكون الذهاب للطبيب هو الحماقة التي يترتب عليها… الاستدانه… الخروج من العافية الي معامل التجريب والاختبار فيكتب لك الطبيب فحوصات عامة ويدخل ( الشك) الي قلبك حتى تتوهم انك شخص آخر.. الطبيب الذي ترك ( ضميره) في المنزل يحاول ان يجعل منك مورد مالي و ( حصالة) فيخبرك بأن تذهب بالعينة لذلك المعمل دون غيرة واياك ان لا تفعل حتى لا تعيد الفحص ونفس الطبيب يكتب لك عشرات الوصفات والأدوية وبالطبع ليسهل عليك الأمر يخبرك ان الوصفات تجدها في تلك الصيدلية فأي حماقات تأتي بها بداياتنا… شخصيا انتابني خوف من البدايات وان كانت بداية العودة للخرطوم تستبق احساس الغربة التي اختصرت اعمارنا….
يحكي ان رجلا تحدي سقراط الذي لقب بالطبيب الأول وتحاكما للملك فذكر الرجل ان لكليهما فرصه لإعداد السم للآخر فمن ينجح في الشفاء يكون هو الاجدر بلقب الطبيب الأول تفرقا وكل منهم يجتهد في إعداد السم للآخر.. اعد سقراط ( غنينته) وكذلك الرجل الذي قدم شرابه لسقراط فشفي بعد ساعة في حين خر الرجل ميتا.. وقبل ان ينطق الملك قال سقراط لم اقتله انا بل قتله الوهم…. ولم يكن ماشربه سوا ماء عذب قام سقراط بالشرب منه…. والوهم الذي نتخيله يقتل سعادتنا ويفني اعمارنا ويجعلنا ابعد مانكون من العودة للخرطوم فقط يجب أن نحسن البدايات لنخالف مقولة واسيني الأعرج الذي نعلم جيدا انه ليس بنبي ولا من الصالحين ولكن حماقات من حولنا هي من تجعلة يمتلك التشريع لنا….