عٕرق في السياسة : الطريفي ابونبأ : مؤتمر الخدمة المدنية سؤال ( للمعذبون في الأرض)*(1ـ 2)

قبل سنوات كتبنا تحت عنوان الموظفون ( المعذبون في الأرض) مقالا شرحنا فيه اسباب تدهور الخدمة المدنية ومشروع العودة للحياه من خلال احكام صياغة قانون جديد للخدمة المدنية ….
تعدينا السنوات العشر من ذلك المقال …ولا أعتقد أن أحد قرأه من المسؤولين لنبقي محلك سر حتي تلك البادرة في إقامة مؤتمر نحسبه قومي للخدمة المدنية
وحسنا فعلت الدولة وهي تولي أمر رعاية مؤتمر الخدمة المدنية لرئيس مجلس السيادة بعد أن حاولت واجتهدت في استقدام الخبراء والمهتمين بالخدمة المدنية وكان إختيارها ناجحاً في المستهدفين من ولاة الولايات والوزراء الاتحادين وإن كان أغلبهم ( قيد التغيير ) والتعديلات التي ربما تطرأ في المرحلة القادمة …ولربما التغييرات وان حدثت ستخرج اغلب المستهدفين من دائرة إنجاز التوصيات وتفعيل قانون للخدمة المدنية يساهم في تطوير البلاد ….
نحسب أن المؤتمرون تحدثوا عن فساد الخدمة المدنية والبيروقراطية بجانب المحسوبية وعدم الالتزام ببرامج تطوير الخدمة المدنية التي ظلت حبيسة للاوراق والنقاشات التي سريعاً ماتختفي عند التطبيق وانزالها لأرض الواقع ….
المهم أن تطور الخدمة المدنية مرتبط بشكل كبير با ( الرضا الوظيفي ) الذي ينتهي بعد فرحة التعيين مباشرة ….وعدم توفر الرضا الوظيفي ادي لاختلالات كبيرة في الهيكل التنظيمي للخدمة المدنية بل تعدي ذلك إلي البيروقراطية التقليدية التي قتلت المهام واضحي موظف الدولة ( كائن جامد ) لا يتحرك في إطار التطوير وتحسين الأداء ….
والسؤال هل يعلم المؤتمرون أن هنالك موظفين ( رابطين ) في درجاتهم الوظيفية بلا ترقيات لمايزييد عن العشرة والخمس عشر عاماً وهل يعي الخبراء أن هنالك مؤسسات دولة لم تنفذ ( شروط الخدمة ) لما يقارب الثلاثون عاماً….
اتمني أن يخرج مؤتمر الخدمة المدنية بتوصيات ومسودة تستوعب الحلول لمشكلات العمال والموظفين والتي لن تبدأ بصياغة قانون جديد ولن تنتهي بتوحيد الأجور لأن مايدور في الخدمة المدنية التي ارتبطت بالسياسة والأفكار الحزبية لن تسلم من التدهور إلا إذا تم وضع ضوابط وشروط فاعلة تستوعب كل المتغيرات وتكون جزء من الاستراتيجية العامة للدولة ودستورها المنتظر…..