الراي

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح : محاربة حكومة موازية بالاتفاق لا بالكلام!

كل السياسات الكارثية التي مر بها السودان بسبب النظرة القاصرة.
بسبب النظرة اللحظية دون أي اعتبار للعواقب، والتي قطعا ستحدث كنتيجة طبيعية بعد فترة من الوقت.
الثورة التي عمت جميع أرجاء البلاد لم تقم فجأة في التاسع عشر من ديسمبر لعام ٢٠١٨.
ولكن هذا اليوم غذته أحداث ومواقف بل وثورات منذ العام ٢٠١٣.
فبدلا من معالجة الأحداث في الاتجاه الصحيح وهو إحداث تغيير في كل المواقف السياسية.
حدث العكس وصارت كل ردات الفعل السياسية تأتي ضد الثورة وضد مطالب الشعب إلى أن جاء اليوم الذي انفجر فيه الشعب، وقامت الدنيا ولم تقعد لإثنائه، ولقبول كل حل سياسي كان يرفض من قبل لكن بلا جدوى فقد سبق السيف العذل.
وذات الأمر يقال عن الحرب فهي لم تندلع في الخامس عشر من إبريل لعام ٢٠٢٣.
وإنما نشأت وكانت أسبابها قائمة قبل هذا التاريخ بفترة ليست بالقصيرة.
بدأت أسباب الحرب حينما وصلت القوى السياسية لطريق مسدود.
فقسم من هذه القوى ما زال يسيطر على مفاصل الدولة بحكم أن الثورة لم تغير سوى أنها أزاحت رأس النظام.
وقسم تبنى الثورة بكل فعاليتها، فلا أحد من القسمين فطن إلى أن هذا الصراع إذا لم يتم تداركه فسوف يتحول إلى اشتعال.
كذلك الصراع بين القوتين العسكريتين الجيش والدعم السريع لا أحد فطن إلى عدم الاتفاق بينهما سيؤدي إلى انفجار.
وها نحن اليوم لم نتعظ إطلاقا مع كل هذه الأحداث التاريخية إزاء إنشاء حكومة موازية للسودان بالعاصمة الكينية نيروبي.
وكل طرف من الأطراف السودانية رفع رأيه واعتراضه على هذه الحكومة الموازية.
لا أحد من الأطراف فكر في أن محاربة هذه الحكومة الموازية والعمل على قضائها يتم عبر حلحلة الأزمة السياسية السودانية.
وأول خطوة لهذه الحلحلة هو الاتفاق.
فكما أن البنيان لا يقوم إلى بأربع قواعد، فكذلك الشأن السياسي السوداني استحالة أن يقوم بكيان واحد.
لا بد أن تجتمع جميع الأركان وتتفق على مشروع واحد يحفظ وحدة وأمن واستقرار السودان.
وإلا سنجد كل مرة كارثة من الكوارث تطل علينا.
فإنشاء حكومة موازية للسودان خارج حدوده لن تكون آخر الكوارث.
فإن الهجوم على من قام بهذه الحكومة لن يغير شيئا.
إن معاداة الجهة المستضيفة والمتعاونة معها كذر الرماد على العيون لن يغير شيئا.
لن يغير من هذه الأحداث الكارثية سوى اتفاق جميع الأطراف المتصارعة على السلطة.
أما مجرد الشجب والهجوم، فلن يغير شيئا، وليس بعيدا أن نتفاجأ غدا بإعلان دولة بكافة حدودها من داخل السودان كما تفاجأنا بثورة التاسع عشر من ديسمبر، وكما تفاجأنا بالحرب، وها نحن نتفاجأ بإنشاء حكومة موازية لحكومة السودان من نيروبي.
وتستمر الكوارث والسبب واحد وهو أن كل طرف من الأطراف المتصارعة يعمل بمعزل عن الأطراف الأخرى.
 

abubakr

محطات ذهبية موقع اخباري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى