المقالات و الاعمدة

موازنات : الطيب المكابرابي : وكل عام تفاجؤنا الأمطار

سبعة شهداء حتى الآن هم من راحوا ضحايا أمطار ليلة واحدة بمدينة الدامر هذا بغير من اصابتهم كسور وعاهات واصبحوا في العراء.
مايزيد عن الالف بيت وفقا لاحصاء أولي انهارت بأنحاء متفرقة من ولاية نهر النيل ..
المدن الرئيسة الكبرى تتعفن ويخوض أصحاب الحاجات والباعة في اسواقها في وحل ومرض لامحالة سيصيبهم جراء هذه البيئة المتردية المشجعة على تفشي الأوبئة والأمراض…
لم تتحرك كل الجهات المعنية من أعلاها إلى أدناها الا يوم وقوع الكارثة حيث ضجت الاحياء الغارقة في المياه والأسى بصافرات سيارات كبار المسؤولين الذين توافدوا لتقديم واجب العزاء والواساة..
منذ أن ينتهي الخريف وحتى قدوم الذي يليه هناك عام كامل لا يتحرك فيه هؤلاء المسؤولون ليعرفوا المشاكل والأسباب التي تغرق هذه الأحياء والقرى والفرقان ولا يتلمسون حال المواطن المقيم في خيمة أو بيت من السعف أو الشعر وكيف سيكون حالهم إذا ماجاء الخريف
نعم هي عادة متأصلة في كل حكومات السودان التي تحكم ولاتجد من يحكمها وتجبي وتحلب كل الموارد بل تحلب جيب المواطن نفسه ولا تعيد اليه هذه الجبايات خدمات بل تذهب كلها في الفصلين الأول والثاني فقط (مرتبات وبدلات وحوافز ونثريات ووقود واسبيرات ) ولا مكان لفصل ثالث ولا حتى حث اللجان الإدارية على التحرك وفعل مايمكن فعله بالجهد الشعبي…
ما أعلمه أن أحد اجتماعات حكومة نهر النيل كان قد تطرق لمسألة الاستعداد للخريف منذ وقت مبكر ولكن
هل كانت هناك متابعة لمخرجات هذا الاجتماع ؟
هل كان هناك طواف على بعض وليس كل أجزاء ومناطق الولاية لمعرفة المواقع التي قد تتأثر وماالذي تم إنجازه واين التقصير؟
وقبل هذا وذاك هل تم توفير الميزانيات الكافية لإنجاز ماهو مطلوب وتوفير الاليات؟
ماهو معلوم أن الولاية ومحلياتها لا تملك آليات للقيام بأي مهمة من هذه المهام وأنها تعتمد نظام الايجار المكلف والمرهق إذا ما أرادت انجاز مهمة من هذا النوع ومانعلمه كذلك أن هناك وال ووزراء تتنزل مهامهم على المديرين التنفيذيين الذين تتنزل كذلك مهامهم على مديري الوحدات وقد كان من الواجب على كل من هؤلاء متابعة وملاحقة من هو دونه لمعرفة ما فعلوه
لا نقول شيئا في فعل الطبيعة واقتدار الله ولكنا فقط نحث على أن تقوم كل الأجهزة المسؤولة بواجباتها وان حدث بعد ذلك مايفوق طاقتها فقد فعلت ما تستطيع .
مانحتاجه فعلا وجود أجهزة فاعلة تخاف الله في عباده وتعرف مهامها وتعمل على توفير الإمكانيات ثم تتابع كل تكليف وكل قرار حتى نتجنب مثل الذي حدث وغيره وقد حدث في معظمه بسبب الإهمال والاتكال…

وكان الله في عون الجميع

abubakr

محطات ذهبية موقع اخباري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى