الراي

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح. إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا المتأمل في الآية الكريمة

(…إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا) سورة الكهف آية رقم (٣٠) لا ينبغي أن يربطها بالحسابات البشرية إطلاقا.
مهما كانت النتيجة مخزية في الظاهر، ومهما كانت الخسائر المادية والصحية والذهنية جراء عمل الخير إلا أن الآية الكريمة لا بد أن تتحقق.
وفي هذا المعنى العظيم عظة وعبرة للمؤمنين.
كم تأثرنا وتألمنا لما حدث للأخت عائشة أحمد المصطفى حينما وقعت في التزامات مادية، ومن استغلال لطيبتها وحسن نيتها، فخسرت ما حوشته أسرتها على مدار سنين.
الكل بلا استثناء ممن يحيط بالأخت عائشة نسي هذه الآية الكريمة:
إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا.
الكل لام نفسه كيف سمحنا جميعا لأختنا عائشة أن تخوض هذا العمل.
الكل نظر للنتيجة السطحية لما حدث للأخت عائشة، ونسي كلام الله.
بل البعض ذهب لأكثر من ذلك، وقال أن هناك من دفع الأخت عائشة لهذا العمل الخيري من أجل ان يستفيد هو من ورائه.
من أجل أن يجمع الأموال.
وقيم الجميع العمل واعتبره كارثة وعدت بسلام.
ونسي الناس الحدث لكن الله لم ينس، فها قد جاء بعد سنوات مسؤولو العمل الخيري بولاية نهر النيل بخطاب في غاية النبل والشرف يطلبون من الأخت عائشة أن تعاود عملها في الجمعية مرة أخرى.
طلبوا منها أن تعاود عملها ليس اعترافا بفضلها فقط.
طلبوا منها أن تعاود العمل لا من أجل تعويضها ما خسرته.
أبدا.
طلبوا منها أن تعاود العمل لما حققته جمعية (الوسيلة الخيرية) من إنجازات.
من أجل أن تعيد البسمة لكل فقير وقفت معه.
من أجل أن تعاود مساندة الفئات المتعففة.
وجدوا فيها بعد كل هذه السنوات أنها الشخصية المناسبة لهذا العمل الخير.
ليتحقق بهذا الخطاب الذي أرسله مسؤولو العمل الخيري بالولاية معنى الآية الكريمة:
إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا.
إن حالة الاخت عائشة أحمد المصطفى لهو مثال حي لكل من يرتاد العمل العام.
رسالة في قمة الوضوح وهي أنه من أراد بالعمل العام غرضا رخيصا دنيئا، فسوف يكشفه رب العزة طال الزمن أو قصر.
وسوف يكون ما كسبه من ورائه سحتا وسحقا ووبالا على صحته وعلى أولاده.
ومن أراد بهذا العمل وجه الله كما فعلت الأخت عائشة، فسوف ينصره الله ويعزه ويبين صدق نيته وعظيم عمله طال الزمن أم قصر.
فيا من تتبنون العمل العام احذروا أن يلعب بكم الشيطان، واحذروا كذلك من تثبيط الجهلة وذلك بقولهم بأن هذا العمل هدر للوقت وهدر للصحة.
فإلى وقت قريب حينما كانت تأتي سيرة مشاركة الأخت عائشة في العمل العام، وفي العمل الخيري والتطوعي الكل يتحسر على تجربتها
الكل يحزن، وذلك بسبب النظر لنتيجتها السطحية.
إلى أن جاء هذا الخطاب من المسؤولين مادحا ومعززا وذاكرا الإنجازات التي حققتها الجمعية مقابل فقد من قام بتأسيسها داره وذهبه.
فهل يوجد إنجاز وتضحية أعظم من هذا العمل؟
إن كانت من فائدة لما حدث للأخت عائشة إزاء تبنيها وتأسيسها لجمعية (الوسيلة الخيرية) بمدينة عطبرة، وما حدث لها جراء ذلك من أزمات مادية وصحية رغم كل ما حققته ثم اليوم نأتي إدارة الجمعيات الخيرية بالمدينة ذاكرة لفضلها ومتحسرة على ما فقدته بسببها ومطالبة بإصرار وإلحاح منها لعودة عائشة أحمد المصطفى لذات مهمتها إن كان من فائدة لكل هذه الأحداث، فهو توضيح وتبيان وتأكيد الآية الكريمة:
إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا.
فالشكر كل الشكر لإدارة العمل الخيري بمدينة عطبرة.
نشكرها ليس فقط لكونها أعادت تقييم ما قامت به الأخت عائشة وتثبيته بل نشكرها لأنها كشفت لنا قيمة وعمق الإية الكريمة إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا.
وبالتالي ينبغي أن بشعر بالفخر والإعزاز كل من يتبنى عملا خيريا، وليتأكد بأن الله لن يخذله أبدا، والدليل هذه الحالة التي مرت بها الأخت عائشة أحمد المصطفى، فالحمد لله من قبل ومن بعد. 
    

abubakr

محطات ذهبية موقع اخباري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى