محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح.متى يضع الشعب حدا للقدوة المهلكة؟!

قدوتان مهلكتان ما زالتا لا يوجد غيرهما يتبادلان الحكم في السودان.
القدوة الأولى:
عسكرية لا هم لها سوى الحكم.
القدوة الثانية:
مدنية لا هم لها سوى تقريب من يواليها وإبعاد من يعاديها.
وبين هاتين القدوتين ضاع الوطن والمواطن.
حتى الحرب لم تضع حدا لممارسة هاتين القدوتين.
لا أحد ينبغي أن يسألهما.
لا أحد ينبغي أن يسعى في تغيير منهجهما.
فمن لم يعظه السلح والقتل والاغتصاب والتشريد لمواطنين عزل لا ذنب لهما سوى أنهما يتحكم في حكمهما فئتين كل واحدة منهما ألعن من الثانية.
فمن لم يعظه كل ذلك، فلن يتعظ ولن يتغير.
يتطابقان في الهدف وهو الحصول على السلطة، ويختلفان في الإجرام كل حسب السلاح الذي بيده.
فالعسكرية تستخدم سلاحها لا لإخافة العدو لا لحماية أراضي الوطن بل جعلته وسيلة؛ لكي تصل به إلى السلطة.
وكذلك المدنية بكل أنواعها ومصادرها ترفع شعارات ظاهره لخدمة الوطن والمواطن أما باطن هذه الشعارات، فهي عدو محض لهما.
باطنها يبحث فقط عن سطوتها واستغلالها لموارد البلد، وإخافة وإذلال وإبعاد وتخوين معارضيها بحق أو باطل.
بين هاتين القدوتين طبيعي وطبيعي جدا ألا ينهض البلد.
طبيعي وطبيعي جدا أن يفقد المواطن أعز ما يملك.
لا يوجد فوق هذا المواطن سوى معولين يعملان على هدمه.
فهو إن ركن إلى هذه فارا من ذلك، فهو كما المستغيث من الرمضاء بالنار.
بمجرد ظهور واحدة من هاتين القدوتين، فلا يعني سوى تكرار المآسي.
لا يعني سوى الاستمرار في الأزمات والكوارث.
فلا أمل من تغيير هاتين القدوتين.
بعد كل هذه الكوارث التي تتكرر وبالتفصيل.
لا أمل إلا في هذا الشعب المكتوي من كليهما.
لا أمل إلا في إخراج طاقة وقوة من داخل هذا الشعب تقضي على كليهما.
لا بد أن ينتقل من هذه المرحلة مرحلة العمل على إبدال القدوة العسكرية السيئة بقدوة مدنية أسوأ منها.
لا بد أن ينتقل للمرحلة التالية للتغيير.
مرحلة القضاء على القدوتين معا.
مرحلة كنس القدوتين معا من أي وجود سياسي.
حينئذ فقط سيتوقف هذا النزيف الذي يعاني منه.
نزيف لا يختلف عبر هاتين القدوتين إاا كل الحيل التي يمارس عليها إجرامهما ما كان جيل الخمسينات إلا ضحية لهما مثل ما كان جيل التسعينات.
وما أن جاء جيل الألفية الثالثة إلا ووجد هاتين القدوتين قد احترفا في إهلاكه وضياعه وسرقة موارده وثرواته.