محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح! لو المواقف السياسية بالأقوال لما فشل أحد!

لا شك أن انتصار الجيش على مليشيا الدعم السريع في هذه الحرب يعد نصرا مؤزرا للشعب.
يعد كابوسا مزعجا ومخيفا انزاح من هذا الشعب.
إلا أن مواقف الفريق البرهان السياسية ستظل هي من تكشف عن نفسها.
انظروا إلى مواقف الرجل منذ أن استلم الجيش خلفا لعوض بن عوف.
* قال إنه حليف الثورة، ولم يأت إلا لنصرة الثورة.
أين هي الثورة الآن؟
* قال إنه سيلاحق من قام بمجزرة فض الاعتصام، وما خرجنا إلا بلجنة كانت مجرد تمثيلية قائدها نبيل أديب.
* التزم بالوثيقة الدستورية، وقال إنه على العهد بها، فما إن انقضت مدة حكم الجيش، وجاءت مدة حكم المدنيين. إلا وانقلب عليها بانقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر.
* قال إنه تم الاتفاق على الاتفاق الإطاري، ولم يعد للسودان حل غيره، وما لبث أن تنكر عليه.
* قال إنه سيحسم الحرب خلال أيام معدودة، فها هي الحرب تجاوزت العامين.
لا يوجد موقف واحد يحسب للفريق البرهان بأنه كان على قدر ما يتفوه به من كلمات.
من أين ضمن هؤلاء بأن الرجل صادق فيما يقول حينما ألقى كلامه بمسامحة من رفع يده عن الدعم السريع أو أنه سوف لن يسمح بالفلول باستغلال الحرب من أجل الوصول بها إلى السلطة؟
متى التزم الفريق بكلام قاله حتى يصدق في كلامه عن مسامحة من شارك في الحرب أو صدقه في إبعاد الإسلاميين؟
ما عرف من كلام الفريق البرهان منذ أن استلم السلطة بعد سقوط نظام البشير سوى مناورات يقلب بها المواضع لا لشيء إلا لتجعله هو فقط سيد الموقف.
يسامح تقدم لتكون قريبة من الأحداث، ويبعد الإسلاميين بعد مشاركتهم في الحرب.
هذه المناورات واللعب على جميع الحبال لم تعد خافية.
لكن ليس هنا السؤال.
وإنما السؤال إذا كان هذا اللعب على جميع الحبال بإبعاد القريب وتقريب البعيد قد أفضى مرة إلى الحرب.
فما الذي يفضي إليه هذا اللعب في مقبل الأيام؟؟؟
قطعا لن يمكن الجيش من السلطة.
قطعا لن يسمح لتقدم بدور سياسي له وزنه في المرحلة القادمة.
قطعا لن يبعد الإسلاميين ويجعلهم يتفرجون.
سيفضي إلى كارثة، ويا ليتها كارثة تقع على تلك الأطراف الثلاث.
إطلاقا.
ستقع الكارثة على هذا الشعب المستهان مثل ما كانت تقع عليه في كل مرة بسبب تلك الأطراف الثلاث.
ستقع عليه كما وقع فض الاعتصام، وكما وقعت الحرب.
لكن الله لهم بالمرصاد، ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون.