د. توفيق الزاكي حسن : يكتب :الوفاء لأهل العطاء : أشرف ميرغني(أبوصلعة نموذجا)

لا تربطني به صلة قرابه او حتى صداقة او زمالة او رحم أو جيرة قريبه..
انا اسكن الدروشاب منذ عشرات السنون.. اعرفه عن بعد فقط بالاسم والشخصية.. ولكنني عرفته في حرب الكرامة هذه كشخصية استثنائية في هذا العصر المضطرب تُميزه أخلاقه قبل عطاؤه، فقد عُرفه الجميع بتقديره الكبير واحترامه لكل من اتفق او اختلف معه.. رجل صاحب روح وحضور وتهذيب، فقد ظل داعمًا لكل من يعرفه او لا يعرفه من اهل الدروشاب الموجودين داخلها او حتى النازحين منها في بعض مدن وقرى البلاد..
*”ابو صلعة”* كما يلقبه أصدقائه واقرانه يستحق كل الثناء والتقدير والاحترام وشهادتنا فيه قائمة على ما لمسناه بأعيننا من تواضعه ونبله وإنسانيته. فهو نموذج يحتذى به في سمو أخلاقه واحترامه للجميع بلا استثناء ولا سيما اعداء الخير واصحاب الأغراض الشخصية عاشقو الاضواء..
ابوصلعة بعد توكله على الله أعلن انه جندي في معركة الكرامة، همه الأول وهدفه الاساسي بث الطمأنينه وتثبيت الناس في ديارهم والعمل على مساعدة النازحين في مقاومة الظروف بالحد الأدنى لتسهيل رجوعهم إلى ديارهم..
فكان سلاحه الأول هو الإعلام وشحذ الهمم واستثارة الإنسانية في نفوس أبناء أهل الدروشاب والخيرين وتحريك روح التكافل والمحبة والإنسانية فيهم.. وقد اشتهر بتزييل خطابات مبادراته لهم بعبارة: *”محبتي التي تعلمون”*
ولقد أثبتت الايام والصبر الطويل والصمود المستمر في العطاء انه فعلاً ( *يُحبهم* ) ..
ولقد كان “مُعظم” أهل الدروشاب في معركة الكرامة رقماً جميلاً في جرد ارقام حسابات الوطنية والتكافل بمبادراتهم الرامية لمساعدة المحتاجين والمتضررين من ويلات الحرب والنزوح التي عانى منها كل الشعب السوداني.
فلا يفوتنا ان نشكر الكثيرين من أبناء الدروشاب الوطنيين الغيورين على المنطقة وانسانها على مبادراتهم المختلفه، فلم يكن “ابوصلعة وحده” بل كانوا كثر يعملون بصمت وصبر وصمود وهمه خلف الكواليس .
ألا أن *اشرف ميرغني “أبوصلعة”* ظل دائما حريص على مبادراته الإيجابية خارج الصندوق دون كلل أو ملل في شتى الاتجاهات( *مطابخ تكايا/ دعم اسر/ مبادرات علاج/ مبادرات إسناد مقاتلين/ فرحة الأطفال/ التعليم/ الخدمات وغيرها)* ..
وظل داعماً لها دعماً معنوياً ومادياً واعلامياً كما أنه يعمل ويسعى على إشراك مؤسسات الدولة في الإسناد والأعمار للدروشاب وخدماتها مع ثلة من الاخيار من أبناء الدروشاب.
*كلمة اخيرة*
من لا يشكر الناس لا يشكر الله. لذا كان لزامًا علينا أن نعبّر عمّا شهدناه بأعيننا وسمعناه بآذاننا وأحسسناه بمشاعرنا. وكان للسيد أشرف ميرغني فيه القدرة على بث الروح المعنوية لدى أهل الدروشاب المتواجدين داخلها أو خارجها في هذه الفترة الحرجة، حيث عمل على تحفيزهم في كل مكان. فقد كان يؤدي دوراً ثلاثياً يتمثل في الدعم(الوطني والنفسي والمادي). ولم ينحصر دوره كما هو ظاهرا في الإعلام والمبادرة والسخاء في بذل الجهد والوقت وتكبد العناء ودفع المال وتحمل الاذى من الهمازون واللمازون من أصحاب الغرض والمرض..
بل كان دوره عميقاً لمن يفهم ويستشعر ويدرك.. ان عمله وعطاؤه يكاد يقترب من الذين يذودون بدمائهم في الميدان الآن.
#شكر الله صنيعك الاخ الفاضل أشرف ميرغني ابوصلعة على ما قمت به كإبن بار بوطنه..
نسأل الله أن يحفظك ويوفقك لعمل الخير والإحسان دائماً..
ونسأله تعالى أن يجعل عملكم هذا في ثقل ميزان حسناتكم..
مع كل الود والتقدير..