الراي

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح. التجربة الإسلامو سياسية بين الوهم والحقيقة!.

التجارب الإنسانية مثلها مثل التجارب الطبيعية إما أن تكون محض خيال لا علاقة لها بالواقع والحقيقة، وإما أن تتحول إلى حقيقة لا يختلف حولها اثنان.
عباس بن فرناس ذلك العالم العربي الذي يرجع إليه الفضل في اكتشاف علم الطيران حيال قيامه  بتجربته المبتكرة حيث مات قبل أن يعلم أن حلمه تحول إلى حقيقة.
هذا الرجل تعامل الناس مع تجربته حينها وفقا لثلاثة آراء.
الرأي الأول:
اعتبره مجرد رجل مخبول سلم عقله لأفكار لا علاقة لها بالواقع.
الرأي الثاني:
اعتبرها فكرة رائدة وممكنة التحقيق إلا أنه لم يضف لها شيئا حيث اكتفى بها فقط.
الراي الثالث:
هو الرأي الذي بفضله تحول علم الطيران إلى علم رائد يحتوي على عشرات التخصصات، وذلك بفضل تطوير فكرة عباس بن فرناس، وتحويلها من مرحلة التنظير إلى مرحلة الحقيقة؛ ولأنها تحمل في ذاتها هذه الحقيقة نمت وتطورت حتى وصلت للمرحلة التي نشاهد بها الطيران اليوم.
كذلك التجربة الإسلامو سياسية حينما ظهرت في العصر الحديث وبعد سقوط الخلافة الأسلامية ظلت رهينة ثلاثة آراء.
الرأي الأول:
يعتبر فكرة الإسلامو سياسية في العصر الحديث مجرد هراء، وليست ثمة تجربة سياسية إسلامية البتة
جاعلا هذا الرأي الإسلام مثله مثل المسيجية تلك الديانة التي تفصل الدين عن السياسة.
الرأي الثاني:
معجب بفكرة الإسلامو سياسية إلا أنه لم يحولها إلى واقع إما لعجز أو هوى.
وهذه هي الحالة التي تكتنف الجماعات الإسلامية اليوم.
الرأي الثالث:
هو الرأي الذي يحتاج إلى تحقق.
هو الرأي الذي ينقصه التطبيق.
كل أسباب تحويله إلى واقع معاش موجودة سيتلمسها الناس دون شك أو ريب مثلها مثل الأسباب التي تحققت في علم الطيران اليوم.
إلا أن هذه اللحظة لم تحن بعد.
وما دام هو علم رصين لا شك فيه حسب ما ورد عن تعاليم الدين الإسلامي، فتحقيقه قادم لا محالة.
أما من يقوم بتحقيق هذه التجربة، وإثبات صحتها وحقيقتها، فهذا ما زال إلى الآن في علم الغيب.
يقول الله تعالى في محكم تنزيله وقوله الحق:
( ولقد كتبنا في الزبور  من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) سورة الأنبياء آية رقم (١٠٥) .
فلا إرث للأرض بلا دولة، ولا دولة بلا سياسة.
فالحمد لله رب العالمين.

abubakr

محطات ذهبية موقع اخباري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى