الراي

بالمعقول : رسالة البرهان في الميزان : الباقر عكاشة عثمان

الرسالة الحاسمة التي وجهها رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان للنخب السياسية جاءت في توقيت دقيق لتلامس وجدان الشعب السوداني قبل أن تجد صداها في المحيط الإقليمي والعالمي.
كلمات البرهان لم تكن مجرد خطاب سياسي بل كانت تعبيرا صادقا عن واقع شعب يعاني من تحديات عميقة تهدد إستقراره وأمنه على كافة الأصعدة.
هذا الشعب الذي يكافح يوميا من أجل الكرامة والعيش الكريم، لم يعد يحتمل صراعات سياسية تزيد من أوجاعه وتضع البلاد على حافة الهاوية.
ثلاثون عاما من حكم المؤتمر الوطني تركت إرثا متباينا بين إنجازات لا يمكن إنكارها وإخفاقات أسهمت في إشعال انتفاضة شعبية ملأت الأرجاء بأمل التغيير لكن للأسف هذا الأمل الكبير سرعان ما تبخر بسبب طموحات الأحزاب السياسية التي انشغلت بالتسابق على كراسي السلطة حقيقة هذه الأحزاب لم ترتقي لمستوى مفجري الثورة ولم تحمل أمانة الثورة فقط كانت أداة بتحويل البلاد إلى ساحة لصراعات دولية وإقليمية مما جعلها مترنحة وتلاطمها الامواج أمام التحديات الداخلية والخارجية..
لم يحن الوقت المناسب لقيام شورى للحزب الوطني الظروف التي تعيشها البلاد لاتحتمل الجدال في حزب تم حله بانتفاضة شعبية وعي الشعب يدرك ويقيم دور بعض منتسبي الحزب كأفراد في معركة الكرامة وهذه خطوة جيدة لبناء الثقة فإن المضي قدما في بناء الثقة واستعادة دور الحزب على المشهد الوطني يتطلب منهم كمجموعة داعمة أو أفراد، العمل الجاد لبناء أرضية جديدة تستند إلى المصالحة الحقيقية مع الشعب وتقديم نموذج جديد يليق بتطلعاته بعد القضاء على التمرد .
محاولة اختزال هبة الشعب وثورته في إطار ضيق يخدم فئة بعينها هو أمر مرفوض وغير مقبول وتعطي رسالة سالبة للمجتمع الدولي فالمرحلة الحالية تتطلب توحيد الصفوف بدون مسميات تحت قيادة المقاومة الشعبية وقواتنا المسلحة لسد الثغرات بدلا من خلق معارك سياسية واشغال القيادة بصراعات تشغل قواتنا من العمل الميداني فهي ما زالت صمام أمان البلاد تحتاج إلى الدعم الكامل من جميع الأطراف، بعيدا عن المزايدات .
في ظل هذا الوضع العصيب، لا مجال للتهاون أو الانقسام
السودان اليوم بحاجة إلى تضافر الجهود واستنهاض الهمم لمواجهة التحديات الكبرى وتحقيق تطلعات الشعب في الأمن والاستقرار والتنمية.

abubakr

محطات ذهبية موقع اخباري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى