*تصحيح المسار: بسواعد الجميع و في مقدمتهم الشباب نصلح الحاضر و نبني المستقبل : د. لؤي عبد المنعم

في البدء و حتى لا يغبش على حديثي مشكك، اقول اني على صعيد شخصي لدي قناعة تامة في الفكر الاسلامي لن تتغير حتى القى الله، و اختلف مع بعض وسائل الاسلاميين في تحقيق المقاصد الاسلامية كاللجوء لحجة القوة عوضا عن قوة الحجة او الشيطنة لكل ذو رأي مخالف، كما اختلف مع اليسار في جنوحهم للعنف و الاقصاء و الاستقواء بالاجنبي و هدم سقف الدولة على الجميع.. اما قضية اصلاح الدولة و هي موضوع حديثي و من خلال التجربة توصلت الى قناعة انه لا يمكن التعويل على شباب الحركة الاسلامية وحدهم كرافعة مجتمعية لاستنهاض الهمم، و في تقويم الاداء المؤسسي و اختيار الاكفأ، حتى يستوعبوا مع غيرهم من الشباب اهمية التعايش بينهم و الاصلاح كعملية مستمرة، و يستقلوا فكريا عن سياسة القطيع.. كثير من شبابنا تم عسكرته و اصبح للاسف مجبول على التطبيل و الاساءة لكل من يكسر اصنامهم التي صنعوها من الامل و قدسوها.. التعارض بين السلوك الشخصي و المنهج الفكري اصبح بين و لا يخدم اغراض الدعوة الاسلامية و لا البناء الوطني، و قد اتسعت الشقة لدرجة يصعب رتقها في زمن قصير.. الاعتراف بنواحي القصور في الصف الاسلامي و الوطني يعتبره الاغلبية المعسكرة و المؤدلجة خلل في الدفاعات يستوجب القمع اللفظي و التحريض على الاقصاء.. لو كان الاسلام ينصر فقط بمن يظنون انفسهم جنود الله و اصفياءه لغرقت السفينة منذ وقت طويل، لان اعداء الاسلام يعرفون كيف و متى يخترقون صفوفنا، و كذلك الحال بالنسبة للدفاع عن الحريات و الحقوق المدنية فقد اصبحت بوابة للتدخل في الشأن الداخلي عبر تزوير الحقائق، و في ظل ذلك التخبط و التشرزم تفشى الفساد في مؤسساتنا المالية و الاقتصادية منذ عقود، و تعايش المسؤولين المتعاقبين مع ركام الفساد.. الامل معقود في جيل واعي يؤمن بالاصلاح و متحرر من العصبية وطني غيور و ليس شرطا ان يكون غير محزب، يدافع عن بلده دون مقابل يسعى اليه او شهرة يبحث عنها .. لو ان شباب الثورة بشجاعتهم و صلابتهم كانوا ملتزمين بما يكفي بالقيم الاسلامية لكانوا امل السودان، و لو كان شباب الحركة الاسلامية اكثر وعيا بضرورة مكافحة الفساد و التصدي له اي كان من يقف وراءه لكانوا ايضا امل السودان.. اذا لن يتغير حالنا الا اذا تمازجت رؤانا و تقبلنا الراي الاخر و اعترفنا باخطائنا جميعا، و لا اعني من تبنوا اجندة اجنبية فهولاء قد اغلق على قلوبهم فاصبحوا و اعداء الوطن سواء.. اذا اردنا ان نبدا مشوار الاصلاح فليكن شعارنا وحدة الشباب بكل توجهاته على الثوابت الوطنية، و ذلك اهون و ايسر من وحدة و توافق القوى السياسية المتنافسة على السلطة.. من اجمل صيغ هذه الوحدة الجاذبة الدفاع عن الوطن تحت راية القوات المسلحة، و هذا لا يعني عسكرة افكار الشباب فيصبحوا ابواقا للسلطة الانتقالية، و انما داعمين لها لمصلحة الوطن فيما هو حق.. لا يمكن ان نتقبل ان تعود البلاد لما كانت عليه من تغييب للشفافية و العدالة و المؤسسية و المعايير بعد هذه الحرب التي تضرر منها الجميع، على الشباب منذ الان البحث عن مواعين جامعة و طرق قضايا الاصلاح الدستوري و التصدي للفساد المؤسسي و النأي بانفسهم عن المطالبة بالعوض مقابل دفاعهم عن الوطن حتى تخلص نيتهم و يكون لهم الاجر الكامل عند الله، و يبارك في مسعاهم.. و لكي يحققوا ذلك يجب ان يحرروا عقولهم اولا من الانقياد لسياسة القطيع و التلقين و التشويش و استهداف المصلحين التي تبرع فيها الغرف المأجورة لبث الفتنة و ابقاء السودان غارقا في الفوضى و الفساد.. شبابنا من غيركم يخرج السودان من كبوته فهل انتم على قدر التحدي و المسؤولية.*


