تصحيح المسار : د. لؤي عبد المنعم : بحر الشمال خارطة طريق لتصحيح اختلالات النظام العالمي
باختصار الطريق الشرقي الجديد للملاحة بين اوروبا عبر بحر الشمال مرورا بروسيا سيشكل تغيير جديد في خريطة التحالفات الدولية، ستكسب فيه روسيا مساحات جديدة اضافة لعلاقاتها بتركيا داخل حلف الناتوا، على حساب الولايات المتحدة التي اعترفت مؤخرا بالتحول الجاري نحو عالم متعدد الاقطاب، تلعب فيه روسيا و الصين و مجموعة البريكس عموما دورا مهما على الصعيد التجاري، و التي تضم 9 دول لها نفوذ و مساهمة كبيرة في الاقتصاد العالمي، و هي الصين و الهند و روسيا و البرازيل و جنوب افريقيا و السعودية والإمارات وإيران ومصر و اثيوبيا، و قريبا ستنضم اليهم تركيا.. سيؤثر ذلك بلا شك على امبراطورية الدولار التي باتت تشهد تراجعا واضحا مع اتساع رقعة التبادل التجاري بالعملات المحلية المقيمة بالذهب، خاصة مع فشل الانتقال الى العملة الرقمية من مجرد مضاربة في اسواق المال الى عملة تجارة دولية، بسبب التحفظات حيال التحكم في قيمتها من جانب دولة المنشأ (الولايات المتحدة الامريكية) .. الحرب بين روسيا و اوكرانيا ستنتهي بتسوية لصالح روسيا على ضوء تعزيز مصالحها التجارية مع الاتحاد الاوروبي الداعم الرئيسي لاوكرانيا، باعتبار ان خط الملاحة الجديد يمر بسواحلها.. مصر اكبر المتضررين من طريق بحر الشمال بسبب التراجع المتوقع في عائدات قناة السويس، و الخيار الاوجه امامها هو الاتجاه جنوبا نحو السودان لتعويض خسارتها الكبيرة، نرجوا ان لا يتاثر وضع الجالية السودانية بمصر سلبا جراء ذلك.. بالتاكيد كذلك سوق التامين سوف يتاثر لان المسافة باتت قصيرة و التكاليف و الزمن اقل و كذلك المخاطر.. و هذا يعني تراجع نسبي في ايرادات التامين بالنسبة للسلع المتبادلة في خط الملاحة الجديد، توجه المصريين نحو السودان وارد ان يشمل محاولة من شركات التامين المصرية للتمدد جنوبا، كيف نحمي شركاتنا و نعزز مصالحنا التجارية في اطار تكاملي مع مصر الامر يتطلب بحث مستفيض*