فنجان الصباح : أحمدع الوهاب : اللهم احفظ لنا (ابو ملاذ )

ارتفعت الملايين من أكف السودانيين للمولى القدير بأن يكلأ الأستاذ الكبير حسين خوجلي صاحب الوان بعينه التي لا تنام وان يسبغ عليه نعمة العافية..
اقول ملايين ولا ابالغ..
وازعم ان الرجل الذي أطلق من زمن طويل دعوة لإنشاء حزب السودانيين يمتلك لوحده من الجماهيرية والشعبية مالا يملكه اي زعيم سوداني معاصر ..
لقد فضحت هذه الحرب المجنونة كافة الاحزاب السودانية من أقصى اليمين الرجعي الطائفي إلى أقصى اليسار الامبريالي المتآمر كشفت الحرب عوارها وعوراتها أمام الدنيا وفضحتها على مرأى من الشعب ومسمع..
ان أحزاب السودان اليوم اما متماهية مع المليشيا ومنقادة لها قود ذي رسن يستوي في ذلك أقصى اليمين واقصي اليسار..
أو احزاب دفنت رأسها في الرمال صانعة اكبر مثال للنعامة الحزبية في القارة السمراء..
ولم يبق في الساحة الحزبية سوى حزب واحد لا ينقصه سوى الاعلان عن نفسه وإقامة مؤتمره العام ومن داخل ولاية الخرطوم..
وهذا الحزب في انتظار خروج الأستاذ حسين خوجلي من مشفاه واجتيازه مرحلة النقاهة بعد وعكة صحية الزمته السرير الأبيض بأحد مشافي القاهرة و لفترة طويلة..
وربما كانت هذه الفترة هي اول استراحة محارب ينعم بها الرجل في حياته.. فقد ظل لأكثر من نصف قرن وسط العواصف والقواصف والرياح يقاتل بالكلمة مقروءة مسموعة ومرئية وينافح عن ارائه بالحبر والحرف وبالسنان واللسان والحجة والبرهان. ودفع مقابل ذلك اثمانا باهظة من زهرة عمره ومن صحته ومن ضياء عينيه..
دفعها اعتقالات و زنازين وسجونا ومصادرات لرزقه القليل من حطام الدنيا الفانية..
أن من شأن حزب السودانيين لو قدر له ان يعلن عن نفسه ويعرب عن جماهيريته ان يسد الفرقة بكوادر قادرة على صناعة نهر دندر جديد من عرق العمل و دم الفداء.. حزب مستعد ليملأ الساحة بالشباب المترع بالوطنية، المسلح بالعلم والخبرات.. يكتسح المشهد ويطامن البلاد والعباد..
أن السودان مثل صاحب الوان والمساء وامدرمان يجتاز الآن مرحلة نقاهة.. والسودان اليوم أحوج مايكون إلى صاحب الوان وإلى قيادات صلبة حقيقية امتحنتها مجامر القضية وصنعتها الظروف من ليل الأسى ومر الذكريات..
لم تعد الساحة السودانية بعد ١٥ أبريل تحتمل احزابا منتهية الصلاحية.. وماعادت هذه الاحزاب نفسها صالحة للسودان ولم يعد صالحا لها..
فمن غاب بسبب الخيانة أو بسبب الخوف والجوع.. ليس له في الصف الوطني مكان..
أن ملايين الاكف ترفع منذ اسابيع طويلة وبطيئة إلى الله تعالى بأن يمن على ابي ملاذ بالعافية.. ففي عافية بعض الناس عافية للدنيا.. وعافية للاوطان والانسان..
عندما مرض الأستاذ الكبير أحمد بهاء الدين كتب سمير عطا الله : ( اللهم احفظ لنا بهاء)
وعندما مرضت الكاتبة الإسلامية الكبيرة صافيناز كاظم كتب أحمد بهاء الدين :
( ليت صافي لا تفقد شبابها.. ليتها تواصل رحلتها)
ليت ابي ملاذ يعود للشاشة و للكتابة والخطابة.. كما تعود النوارس في كل المراسم تجتاح شواطئ المستحيل..
اللهم احفظ لنا (ابي ملاذ)


