المقالات و الاعمدة

موازنات : الطيب المكابرابي ؛ من لهؤلاء من امراض الخريف ؟؟

قبل أن ينسحب موسم الخريف وتغادر ايامه وفواصله بدات نواقل الامراض تلسع ليلا وتتبختر وسط الاواني والاطباق وحتى وجوه الناس نهارا من خلال جولات تبدأ قبل طلوع الشمس كما هو الحال معي الان عند الخامسة والثلث صباحا…
هذا الحال في ولاية نهر النيل وفي كل مدنها التي تراكمت فيها مياه الامطار وسط الاحياء وعلى الطرقات العامة وفي الاسواق بحيث تغيرت رائحة هذه المياه الان إذ باتت رائحة العفن تنبعث من كل مكان وحيثما كنت فإنه ملاقيك…
صحة البيئة لم يلتفت إليها أحد والطب الوقائي غير موجود مع ملاحظة بعض الاهتمام في الطب العلاجي..
غياب النظافة عن الأحياء والرقابة على الاطعمة والمطاعم والمقاهي وحتى العاملين بهذه الاماكن تكاد تكون معدومة بشكل تام بدليل استخدام أواني البلاستك وكثرة الذباب واتساخ الطاولات وملابس العمال والطهاة..
بعض المسؤولين عن الصحة يمارس التجارة علنا وبعض المنسوبين يتقاضى راتبا ولايسجل اي حضور..
منظمات ومسميات بعضها شبابي وبعضها يضع اسما ملائما لدعم الجيش والقوات المسلحة وجميعها تأخذ كما يدفعه المواطن ضرائب وعوائد وتناولت وغرامات نصيب ولا يقدم أو يقود مبادرة لدعم جهود الحكومة في أي شئ…
لم نر هؤلاء في نجدة من سقطت على رؤوسهم البيوت ولم نرهم يسحبون المياه من الأحياء أو الطرقات والاسواق ولم نسمع أو نراهم يجمعون مالا من خبرين لتقديم وجبة لمن أطفأت نيرانهم الأمطار!!!
أن تعللت الحكومة بضيق ذات اليد وعدم قيامها بما يليها تجاه صحة الناس فإن باب المبادرات لم يغلق يوما ولكنه باب يحتاج اولي العزم والتفكير…
شارع الإنقاذ في الخرطوم بحري لو تذكرون شيده وبناه نائب والي الخرطوم آنذاك يوسف عبد الفتاح بجهد شعبي ومطالبته كل صاحب (قلاب) بمد يد العون وكل صاحب الية المساعدة فكان الطريق المعلوم…
ليس صعبا وليس مستحيلا ولاعيبا أن تلجأ الحكومة إلى القادرين في مثل هذه المحن وليس صعبا على شباب ومنظمات تقتات من مال الشعب أن تبادر وتسعى لمعاونة الحكومة ومعاونة المواطن قبل كل شئ وانقاذه مما قد يصيبه بسبب امراض الخريف…
ماهو منتظر أن تتحرك كل الجهات التي ورد ذكرها اعلاه وفي كل مدن وقرى وفرقان نهر النيل وان تتضافر الجهود امواجهة امراض قد تفتك وتصيب الناس بأضرار أكثر مما احدثه الخريف وان تسعى الحكومة في قمتها للتواصل مع القوات المسلحة التي ظلت تدعمها طيلة أيام الحرب لتفتح بابا مع منظومة الصناعات الدفاعية علنا نحظى بطائرات رش من مجموعة الصافات وتوفير المبيد والتشغيل من مصادر لاتعجزها أن أخلصت النوايا أو طرقت الابواب…
وكان الله في عون الجميع

abubakr

محطات ذهبية موقع اخباري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى