شخصيات لها بصمات : الحلقة الرابعة : الأستاذ مدني محجوب آدم نورالدين

من مواليد قرية خميسة العام ١٩٢٧ درس مدرسة خميسة الصغرى ثم كركوج الأولية عمل معلما ثم مدير للتعليم ومنها إلى تعليم الكبار تم تزكيته كأفضل طالب بسنجة الأولية تم تعينه معلما على يد وكيل التعليم برفاعة فإلى مضابط الحوار
حاوره صديق حويوا
الأستاذ مدني محجوب آدم نور الدين
مرحبا بك في دارك العامرة حدثنا عن المولد والنشأة ومر احل التعليم
من مواليد قرية خميسة في العام ١٩٣٧ درست في مدرسة خميسة الصغرى. وكانت ثلاث سنوات ومنها إلى كركوج الأولية بعد إجتيازي لامتحان الأولية وكان ناظر الأولية اسمه الأستاذ عبد الرحمن الحبيب وكان ناظرا ممتاز اوكل لي إدارة المحزن والداخلية وكان ملحا على أن أقرأ الوسطى وقد أغراني بأنه سيزوجني ابنته إذا أكملت الوسطى
* قاطعته لماذا رفضت إكمال الوسطى؟
بسبب وفاة شقيقتي ستنا التي حزنت لها حزنا شديدا وبعدها عدت للدندر وكان وقتها وكيل التعليم برفاعة لديه جولة وزار كركوج وقد رشحني للتعليم ناظر مدرسة كركوج لوكيل التعليم الذي قام بتعيني فورا وأرسل لي خطابا بالحضور إلى رفاعة ودراسة الكورس الخاص بالمعلمين الجدد وقد تكرم وكيل التعليم آنذاك بالسكن معه بدلا من الداخلية تكريما لنا
وبعدها جلسنا للامتحان ونجحت واحرزت درجة جيد وكان الشرط الأساسي للالتحاق بمهنة التعليم وتم تعييني في أول يناير ١٩٤٩معلما بمدرسة خميسة الصغرى وهي أول مدرسة اعمل بها لمدة ستة أعوام تم نقلي إلى مدرسة دراية الصغرى
وقابل هذا القرار رفضا كبيرا من أهالي خميسة والقرى المجاورة وادي هذا القرار لاستدعاء الناظر المنصور ومبارك عبد القادر الخبير وبحضور مدير التعليم بسنجة وكان اجتماعا باهالي خميسة والقرى المجاورة وما كان من السيد المدير الا حل المشكلة وقال لهم عندما نعين معلما شرطنا الأساسي هو أن يعمل في جميع المدارس لم نعينه لخميسة فقط بالفعل تم نقلي لدرابة لمدة ثلاث سنوات وبعدها حضر مدير تعليم للكبار وهو من زملائي في كورس رفاعة وسأل عني قال لأهل الدندر أين مدني محجوب؟ فقالوا له معلما بمدرسة (دراية) فكان رده انه لا يستطيع أن يكون مديرا ومدني معلما وتنازل لي عن منصبه وعينت مديرا لتعليم الكبار بالدندر العام ١٩٧٠ وقتها صدر قرارا وزاريا بدمج المدارس الصغري والاولية حيث أصبحت الأولية
* بعد هذه المسيرة الطويلة في التعليم ما هي أهم المحطات في مسيرتك التعليمية؟
محطة مدرسة خميسة الأولية وما أحدثته من تغيير تجاه شخصيتي مع وجود شخصيات كبيرة بخميسة أمثال الطاهر مهدي وإبراهيم مصطفى وبشير جاء كريم وبشير ود آدم (اللهو عمي) حياتي تغيرت في البيت والديون والضيوف وخطفت الاضواء منهم وصرت شخصية مميزة بخميسة وهذا لم يعجبهم كشخصيات كبيرة رغم أنني ود القرية
اذكر موقف مع الطاهر مهدي الذي قبلت له أولاده الاثنين بمدرسة خميسة وهما عائدات من مدرسة كركوج وشاءت الظروف أن يقدم على ضيف عزيز وهو الشريف الشيخ الحجازي ويحتاج لابنائة في حاجة داخل البيت وقد دعاهما بدون أن يستأذن مني وانا داخل الفصل (يا عبد الرحيم يا ولد تعال) وكان التلميذ مهذبا وهو يسمع صوت والده يناديه ولم يستجيب وقال لي يافندي اقول لي نعم قلت لا
وكان المدير (مهدي رغمة) وانا معلم جديد وخرجت من الفصل وقلت (للطاهر مهدي الولد داخل الفصل وفي حصة دي ما طريقة تناديهو بيها) فكان رده (خليهم اجوني وتاني ما بجوك في المدرسة) وبالفعل خرج أبناء الطاهر مهدي الثلاثة وباصرار
المدير مهدي رغمة
في مقبل الايام كتب الطاهر مهدي خطابا للناظر المنصور شاكيا فيه المدير وأستاذ مدني وقد حضر السيد الناظر من ابوهشيم واستضافه الطاهر مهدي (وضبح ليهو) وكان شيخ القرية محمد عبد الصادق
وجاءنا مرسال من الحلة أن الناظر يريد حضورنا وكنا في الحصة التالتة و لم نستجيب الا بعد نهاية الحصة
وقد نصحت المعلمين بالحضور أمام الناظر حتى لا يحدث بيننا وبينه اي نقاش
وقد حضرنا أمام السيد الناظر ووجه سؤالا ساخنا لمهدي رغمة المدير كيف يا مهدي ترفدوا اولاد الطاهر انتو ما عارفين الطاهر دا أحسن زول في خميسة
سكت الطاهر ولم يجيب على الناظر (قمت انا رديت على الناظر قلت ليهو هو لو احسن زول في الحلة ما كان بجيبك انت كان حل مشكلتو براهو) الناظر المهم الولد ترجعوه المدرسة قلت ليهو ما برجعوا والله والله ما برجعوا
فقام شيخ الحلة يا مدني انت ما عارف بتتكلم مع منو قلت عارف دا الناظر على العين والراس
و لكن الناظر صعد المشكلة و قام بتقديم شكوى لادارتنا في سنجة وطعن في مستوانا الاكاديمي وقال لهم أن مدير المدرسة ومدني محجوب بينهم وأهل الحلة مشاكل ويجب نقلهم فورا
وقد رد مدير مركز التعليم في سنجة حسن القدال بخطاب لي انا ومهدي رغمة المدير
الأستاذ مهدي
والأستاذ مدني
ارجو ان تفيدونني بالمشكلة
حسن القدال
شكرا
وكانت الخطابات وقتها تمر عبر الناظر اولا سواء كان داخل أو خارج من الدندر
ولكني قمت بكتابة الخطاب وأوضحت فيه المشكلة بالتفصيل واستأجرت الشريف دفع الله ود الكاب كان عنده ناقة (مربيت) ودفعت له ثلاثة ريال مقابل الذهاب إلى سنجة وكان راتبي أربعة جنيه
والناظر في انتظار نقلنا من خميسة
وكان خطابي للمامور انه لا توجد مشكلة بيننا وبين أهل الحلة كل ما في الأمر أن ولي أمر تلميذ من أهل الحلة من تعدى على حقوق المعلمين وان الناظر هو من صعد المشكلة
وكان المأمور أعجب بالجواب والأسلوب
وجاء رد المأمور للناظر بعد قراءة الجواب أن معلم بهذا الأسلوب والخط الجميل غير موجود حتى في مركزنا هذا
وكتب لنا جوابا بالاتي
الأستاذ مهدي
والأستاذ مدني
ارجو ان تستمرورا في عملكم وشكرا
* المحطة الثانية
مدرسة نور الجليل وكانت بها مشكلة زيادة عدد التلاميذ وكان الفصل يستوعب عدد ٥٠ تلميذ وقد رفض أهالي نور الجليل قبول أبناء القرى المجاورة أن يدرسوا معهم
وكتب لي مدير مدرسة نور الجليل جوابا يطلب حضوري لمساعدته في حل هذه المشكلة
وركبنا العربية لنور الجليل ونزلت عند العمدة الطريفي وقلت له أن المدرسة فيها مشكلة وانا حضرت لحلها انت لازم تمش معانا قال لي سمح
قلت ليهم انا بصدر قرار تقبلوا بيهو كلكم قالوا نعم وقمت جمعت التلاميذ اولاد نور الجليل والقرى المجاورة واخترت الأكبر سنا حتى لا يفوتهم التعليم بعدد ٥٠ تلميذ وانحلت المشكلة بالرضى من الجميع مع التأكيد أن المدرسة للجميع وليس لأبناء نور الجليل فقط
* أصعب المواقف التي مرت بك؟
عندما انقلب الشيوعيون على نميري وعاد نميري إلى السلطة مرة أخرى بالقوة وكتب جوابات لناس السودان كلهم أسلموا اي زول شيوعي
وفي ناس من أهل الدندر كتبوا اسمي اني انا شيوعي منهم فلان فضلنا حجب اسمه حفاظا على نكهة الحوار
قاطعته هل شوعي؟ مستنكرا انا انا أمام مسجد تلاث وعشرين سنة
طيب لونك السياسي شنو ختمي انصاري اسلامي
انا ختمي اتحادي ولكن تبقى الدندر ولائي الأكبر من بين كل الولاءات وما بقبل للدندر اي حاجة
نعود إلى الورقة التي رفع فيها اسمك من قبل الذين اتهموني بالشوعية ومرت الورقة على مبارك عبد القادر الخبير الذي هاج وغضب من تصرف الشخص الذي كتب اسمي (وقام شطب اسمي من الورقة) فرد عليه الشخص الذي كتب اسمي قال له مدني دا رأس هوس كبير ومخطط واي حاجة بتم في بيتو ضحكت طويلا
قلت له ان الجماعة هؤلاء يريدوا أن يتخلصوا منك
ولكن انتهى الموقف بالسلامة
* الموقف الثاني
دبرت لي مكيدة كي يتخلصوا مني من نفس الأشخاص الذي رفعوا اسمي وبمساعدة أبناء قريتي خميسة عن طريق خطاب مزور ارسل للناظر المنصور العجب أن مدني محجوب مخرب واي حاجة مسيطر عليها
وعندما عرض الخطاب على مدير المجلس استنكر الأمر وقال لهم أن مدني ولد ممتاز ولا يمكن أن يقدم على هذه الخطوة وكنت أستامنه على إدارة ممتلكات المجلس في غيابي
فقام مدير المجلس بضرب الجرس واستدعائي للمحاسبة فقالوا له الذين يريدون عزله مستنكريين لا لا (ما تناديهو) فرد لهم مدير المجلس لا يمكن أن أصدر قرار من جانب واحد وقد شعر الأشخاص الذين اتهموني بالمخرب بالحرج وخرجوا من مكتب مدير المجلس وبعدها واستدعائي المدير وسلمني الجواب قلت له سوف ارد عليهم ومنهم أبناء خميسة المتآمرين ضدي وفي ذات الوقت كنت في مأمورية مع ضابط إرادي اسمه محمد علي لحل مشاكل في خميسة وكامراب وبالفعل حلت المشكلة وكونت لجنة وصندوق خيري بشهادة الضابط الإداري محمد علي ومن بين اللجنة أبناء الذين اشتكوني لرئيس المجلس وبعدها طلب رئيس المجلس مني أن اعفو عن الاشخاص الذين قدموا الشكوى الكاذبة قلت لرئيس المجلس ساعفوا عنهم ولكن بشرط أن لا يقفوا ضد المصلحة العامة
* أمنية تحققت على المستوى الشخصي وعلى مستوى البلد (الدندر)
على المستوى الشخصي تعليم أبنائي والحمد لله وقراءة ابني على للطب في زمن (كان صعب شوية لكن حسين اخوه ساعدني)
* كلمة اخيرة
انا بحب الدندر ولائي كله للدندر لن أرضى للدندر أن يصيبه مكروه (ولو في زول اتكلم في الدندر انا بمختلف معاهو طوالي)