المقالات و الاعمدة

اسامة عوض الله يكتب : الفيتو الروسي المنصف للسودان.. طريق جديد للسياسة الدولية والدبلوماسية

١
منذ تأسيس الأمم المتحدة قبل (79) عاما وذلك في العام 1945م بعد نهاية الحرب العالمية الثانية التي أنتجت وقتها (نظاما عالميا جديدا)، لا زال أكثر من ثلاثة أرباع العالم الممثلين في دول العالم الثالث والدول الأقل نموا بل وحتى النامية، ودول العالمين العربي والإسلامي، والقارة الإفريقية، لا زالوا يعانون من تبعاته ومآلاته (الظالمة) حتى يومنا هذا.

2

منذ ذلك التاريخ، ومع إنتاج ما يعرف ب (مجلس الأمن الدولي) وتمييز (5) دول فيه ب (العضوية الدائمة) و (المميزة) ل (التحكم) في قرارات، و (منتجات) و (مخرجات) لجان وإجتماعات الأمم المتحدة، وجمعيتها العمومية السنوية في سبتمبر من كل عام.

3

هذه الدول الخمس دائمة العضوية التي من حقها هي فقط دون غيرها إستعمال (حق الإعتراض) الذي أصبح معروف ب (حق النقض) وإشتهر بإسم (الفيتو).

4

هذا (الفيتو) الذي يعطي الدول الخمس (الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، والصين) حق الإعتراض و (رفض) قرارات مجلس الأمن، والذي إستعملته روسيا أمس الإثنين 18 نوفمبر 2024م في وجه (مشروع القرار الذي تقدمت به المملكة المتحدة) والمتضمن عدة نقاط تهدف أساسا ل (التدخل العسكري الأممي في السودان) تحت ذريعة حماية المدنيين من الحرب الدائرة بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع الإرهابية، التي لا زالت بعض القوى الدولية ومن بينها المملكة المتحدة تصر على لوي عنق الحقيقة وإلباس الباطل بالحق، وعكس الحق بالباطل والمساواة بين مليشيا إرهابية قاتلة، ناهبة، سارقة، مغتصبة، تمارس حرب إبادة ضد الشعب السوداني، وبين جيش وطني قومي يدافع عن السودان أرضا وشعبا وعرضها وتاريخا.

5

كان مشروع قرار المملكة المتحدة يتضمن عدة نقاط تهدف للصب في مصلحة مليشيا الدعم السريع الإرهابية و(ربيبتها) (جناحها وحاضنتها السياسية) المسماة (تقدم) التي يقودها خيال مآتتها المسمى حمدوك.

6

جاء إستعمال وإستخدام روسيا لحق (الفيتو) في الملف السوداني، (مفاجأة) كبرى (لم تتحسب) لها المملكة المتحدة (عرابة مشروع القرار)، بل ولا حتى الولايات المتحدة الأمريكية، ولا فرنسا.

7
يمثل (الفيتو الروسي) الرقم (294)، في تاريخ المنظمة الأممية طوال تاريخها الممتد ل (79) عاما.

8

ال (294) مرة التي أستعمل فيها (حق الإعتراض) في مجلس الأمن، إستعملته كل الدول الخمس في مواقف واحداث ومشاريع قرارات مختلفة ومتباينة، كل دولة من الدول الخمس حسب مصلحتها.

9

وقد كانت روسيا أكثر دولة إستعملت (الفيتو) خلال السنوات ال (79) – من أن كانت روسيا تمثل ما كان يعرف ب (الإتحاد السوفيتي) قبل أن يتآمر عليه الرئيس السوفيتي ذو الجذور الجورجية (غورباتشوف) الذي تفكك الإتحاد السوفيتي على يديه وتجزأ وتبعثر لجمهوريات فاقت العشرة – إستعملت روسيا الفيتو (143) مرة، آخرها كان في قبل عشرة أعوام في 2014م، وذلك عندما إستعملته ضد قرار يدين ضمها ل (شبه جزيرة القرم) والسيطرة عليها من أوكرانيا.

10

أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد إستعملت الفيتو (83) مرة، نصفهم وأكثر أي في (45) مرة كانت ضد قرارات تدين ربيبتها إسرائيل.
وكان آخر (الفيتوات) الأمريكية في 20 فبراير الماضي من العام الجاري 2024م حينما قدمت الجزائر نيابة عن جامعة الدول العربية طلبا لوقف إطلاق النار والعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة،. فصوتت الولايات المتحدة الأمريكية مستعملة الفيتو (كالعادة) ضد الطلب.

11

أما المملكة المتحدة فقد إستعملت الفيتو (32) مرة.
بينما فرنسا إستعملته (18) مرة، منها (11) مرة خلال عام واحد فقط، وذلك خلال العام الماضي 2023َم.

12

أما الصين فهي أقل الدول الخمس إستخداما ل (الفيتو) بعدد (16) مرة فقط طوال ال (79) عاما، وآخرها كان قبل (27) عاما في 1997م، وكان إعتراضا ومنعا لإرسال (155) مراقبا من مراقبي الأمم المتحدة إلى دولة غواتيمالا.

✍️أسامة عوض الله
رئيس تحرير الساموراي نيوز
فجر الثلاثاء 19 نوفمبر 2024م

abubakr

محطات ذهبية موقع اخباري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى