المنوعات

السادية : د. محمد بشير عبادي

السادية تعد إضطراباََ من إضطرابات الشخصية،السادي يقوم بإيذاء الآخرين جسدياََ أو عاطفياََ للحصول على متعة شخصية أو أن يكون سادياََ “مازوخياََ” يتلذّذ بالألم الواقع عليه في نفسه.
تسمية السادية نسبة إلى “دوناتيان ألفونس فرانسوا ماركيز دو ساد”   (1740-1814)، كان كاتباََ فرنسياََ معروفاََ بأعماله الروائية التي تتضمن محتوى جنسي وعنف، احتجز ساد فى عدة سجون فرنسية فى فترات متقطعة لنحو 32 عاماََ من حياته (بينها 10 سنوات فى سجن الباستيل)، كما تم احتجازه فى مصحة للأمراض العقلية،معظم كتاباته تمت فى أثناء سجنه، مصطلح السادية تم اشتقاقه من اسمه ليصبح مرادفاََ فى اللغة للعنف والألم والدموية، من أشهر روايات دو ساد، “120 يوماََ في سدوم”   “القصر البيضاوي” و “جولييت”.
من أهم صفات الشخص السادي ودوافعه لارتكاب جرائمه وممارسة سلوكه غير السوي، هي القسوة والمتعة بإيذاء الآخرين جسدياََ أو عاطفياََ والشعور بالقوة والسيطرة والهيمنة عليهم، تعويضاََ لشعور بالنقص يعتريه وغضب مكبوت يريد أن ينفثه، ليحس بتوازن نفسي مفقود لديه.
تعتبر الأسباب المحتملة لتكوين الشخصية السادية معقدة ومتنوعة ويمكن إجمالاََ القول بأنها اضطرابات نفسية،أو تجارب سابقة سلبية مثل التعرض للعنف الجسدي في فترة الطفولة والتنشئة الأولى أو الإفراط في القسوة عليه عند التربية أو معايشة ومشاهدة أعمال عنيفة أو سلوك سادي من قبل آخرين مقربين وبصورة مستمرة، كل ذلك قد يؤدي إلى السادية وتطورها يوماََ بعد يوم لدى الشخص المصاب بها.
السادي قد يرتكب جرائم  بشعة، كالقتل والعنف الجسدي و الاعتداء الجنسي، كجزء من سلوكه المرتبط بالايذاء من أجل التلذذ به.
الإسلام يدين بشدة العنف جسدياََ أو نفسياََ للآخرين ويحث على التعاطف والرحمة وحسن المعاملة مع الآخرين، يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: “وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا” (الإسراء: 33) ويقول تعالى: “وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” (البقرة: 190).
الخلاص من السادية يتطلب البحث عن المساعدة النفسية والتعامل مع الأسباب العميقة التي أدت لهذا السلوك،كما يمكن أن يشمل العلاج تقديم الدعم النفسي والتغيير في نمط التفكير والتصرف وللوقاية من السادية، يجب تعزيز الوعي بأضرارها وتعزيز القيم الإنسانية مثل الرحمة والتعاطف والاحترام، كما يمكن ترسيخ مفهوم الوقاية من السادية لدى المجتمعات من خلال التثقيف والتوعية حول أخلاقيات التعامل مع الآخرين ونشر ثقافة السلام والتسامح.

abubakr

محطات ذهبية موقع اخباري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى