الكَذِبْ : د. محمد بشير عبادي
كَذَبَ أي أخبر عن أمر بخلاف ما هو عليه، أَو أنكر ما يعرف أنه واقِع وحقيقة.. الكذب هو التصريح بمعلومات غير صحيحة بقصد الخداع أو إخفاء الحقيقة، توجد علاقة تربط بين الكذب والغش والنفاق والتزييف والتزوير، فجميعها ترتبط بالخداع وعدم الصدق، الكذب يشير إلى تقديم معلومات غير صحيحة، الغش يشير إلى استخدام وسائل غير مشروعة للحصول على مكاسب غير مستحقة، النفاق هو إظهار الإنسان بخلاف ما يبطن، يشير النفاق إلى التصرف بطريقة مزيفة أو غير صادقة في التعبير عن المشاعر أو الآراء،أما التزييف والتزوير يشيران إلى تبديل المستندات أو البيانات أو الأقوال بتدليسها.
الكذب يمكن أن يؤدي إلى فقدان الثقة والاحترام من الآخرين، ويمكن أن يسبب تدهور العلاقات الشخصية والمهنية،كما أنه قد يؤدي إلى مشاكل قانونية في بعض الحالات.
الإسلام يحث على الصدق ويشجع عليه وعلى النزاهة في التعامل مع الآخرين وينهى عن الكذب وهو كبيرة تجر صاحبها والعياذ بالله، إلى النار، كما في الحديث الشريف المتفق عليه : ” إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً” ويؤدي إلى اللعن والطرد من رحمة الله، قال تعالى: “قُتِلَ الخَرّاصُونَ”، (الذاريات-10)،أي لُعِن الكذابون وقال: “إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرفٌ كَذَّابٌ”، (غافر-28)، المسرِفُ الكذَّاب يعاقبه الله فلا يهديه، لأنه مُعرِضٌ عن الله مشركٌ به كذَّاب، فالكذب من أسباب الحرمان، حرمان التوفيق والهداية والصدق والتوحيد سبب للتوفيقِ، (لا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا)، (الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ) وضد ذلك الكذب، فالواجب الحذر منه، فهو من خصال أهل النفاق وآفة تشيع الفساد في المجتمع وتهدد أركان إستقراره ويبدّل طمأنينة أفراده قلقاََ.