فنجان الصباح : أحمدع الوهاب : ود احمد الحل في حل حكومة الدامر
كوقع الحافز على الحافر تطابقت رؤيتي حول أحداث الباوقة والفريخة مع ما خطه يراع الزميل الأستاذ المكابرابي في زاويته المقروءة ( موازنات) والتي جاءت تحت عنوان( ود احمد.. الحل في غير البل)..
وقد احسن الأستاذ المكابرابي تلخيص قصة الرجل واصفا اياها بانها (لا تتعدى ان تكون سوء فهم بين طرفين وقد عمد البعض على نفخ النيران في سوء الفهم هذا حتى تطورت الأمور إلى ما وصلت اليه..)
بادئ ذي بدء لا بد من إدانة لجوء (ود احمد علي) إلى القوة في مواجهة السلطات.. إذ لا يمكن ابدا تبرير اللجوء للعنف بينما ابواب الحوار مفتوحة على مصراعيها.. ويقينا فان درب الحوار للحول اقرب واسهل واضمن.. من اللجوء للعنف..
أن مستعظم النار من مستصغر الشرر وان كافة أزمات السودان بدأت بشرارة ومن الشرارة اندلع الحريق الكبير في طبعات جنوبية وغربية.
ولكاتب هذه السطور قناعة مستقرة بأن الدولة السودانية- من اسف – لاتجيد فن الحرب ولا فن السلام.. فقط تجيد انجاب الازمات ومن( يلد المحن) كما في المثل فلابد ان( يلولي كبارن) ..
يقول استاذنا محمد احمد كودي احد أشهر واقدم تجار الجنوب انه التقي في فترة احد فنادق نيروبي بصديقه الرائد المتمرد (كاربينو كوانين) احد أوائل من تمردوا دخلوا الغابة بعد مطلع الثمانينات وربما سبق في ذلك الكولونيل قرنق نفسه..
قال أنني لمت الرجل علي تمرده ودخوله الغابة وان الرجل فاجأه باعتراف نادر بان اهم اسباب تمرده هو تشكيل الجيش لجنة تحقيق و محاسبة له لأنه قد ( اختلس) مرتبات ضباط صف وجنود كتيبة كان هو قائدها بالجنوب.. وقال عمنا كودي انه وعد كاربينو بالتوسط له لدي اللواء عمر محمد الطيب النائب الأول ومدير جهاز أمن الدولة في حكومة مايو( ١٩٦٩ – ١٩٨٥م).. ولكن اللواء عمر رحمه الله أصر بعناد سوداني غير مثمر على ضرورة المحاسبة.. وكان الاوفق صب ماء بارد على جمر حي يتلظى تحت الرماد.. وفي الاثر مامعناه ( خذل عنا ما استطعت)
ونعود بعد استطراد مع كاربينو جنوبا إلى ود احمد شمالا مع الفارق زمانا ومكانا وقضية.. ونقول ان من المهم جدا دراسة اسباب غضبة ود احمد المضرية والتي حولته من أحد حماة الولاية وفرسانها إلى خصم لدود للسلطات فيها..
لقد سنحت لي الفرص بالاستماع قبل أيام إلى مقطع مصور لود أحمد نفسه وهو يعلن بوضوح لا لبس فيه انحيازه الكامل للشرعية ووقوفه مع جيش البلاد في خندق واحد.. غير ان له مآخذ على حكومة الولاية يتعين على الدولة ان تضعها في الحسبان.. وهي مآخذ وملاحظات كرستها للراي العام واكدتها الاستقالة المجلجلة للفريق اول شرطة محجوب حسن سعد من قيادة حملة الاستنفار بالولاية..
لقد اعجبتني سرديات ود احمد وتاكيداته بوقوفه خلف القوات المسلحة.. عبر حديث مهذب وخطاب مرتب يشي عن رجل فارس و شجاع وشخصية وطنية متوازنة..
ان افلات الرجل من القتل ومن الاعتقال لهي إحدى الاعاجيب.. ولدي كاتب هذه السطور قناعة مستقرة بأن أجهزة الجيش والأمن والمخابرات لم تكن عاجزة عن قتل الرجل أو اعتقاله.. ولكن لان العسكريين أكثر حكمة وعقلا وخبرة من الأفندية الذين ابتلى بهم السودان في عهد حمدوك والقحاطة.. ممن لم يرزقوا بفهم سليم ولا رأي حكيم..
انني اتمنى ان يتم إسناد ملف قضية ود احمد للرئيس البرهان شخصيا والذي نتمنى عليه ان يصدر عنه عفوا مؤقتا أو عاما ريثما يتم الاستماع لروايته وفهم رؤيته عن إدارة موضوع الاستنفار بالولاية
فان أخطاء حملت( الفريق محجوب) على الاستقالة ملاحظات أرغمت (ود احمد) على التمرد تستحق أن توضع ملفاتها على منضدة الفريق أول البرهان والفريق اول ياسر العطا..
أننا نضن بأمثال هذا الفتى الفارس بالموت (سمبله) ..
نريد لود أحمد ان يعود لحياض الوطن وياخذ مكانه في الصف الوطني و يخوض المعارك مع القوات المسلحة كتفا بكتف.. فأما نصر يسر الصديق أو أن يموت ميتة العز والشرف مثل الشهيد محمد صديق..
انني اتمنى على الفريق اول العطا أن يسحب ملف (ود احمد) من وال فاشل وحكومة كسيحة.. فثمة من لهم مصلحة في اسكات الرجل الشجاع، ومن لهم مصلحة في تفجير الولاية و إشعال حريق يقضي على الأخضر واليابس.
أرجو ياسعادة الرئيس البرهان وسعادة الفريق العطا إعطاء الحوار فرصة.. ومنح العقل مهلة والاستماع الي عقلاء الولاية وللنخب الوطنية الصامتة.. ولا بد من الاستماع لقيادات قبيلة العبابدة العظيمة وحكمائها فالرجل من هذه القبيلة الكبيرة ومن أعرق بيوتاتها وأعز بطونها.. وليس مقطوعا من شجرة..
وفي رأيي ان الحل يبدأ من حل حكومة نهر النيل.. واراحة الولاية من هذا الظل الثقيل والسلوك الإداري السقيم ..
حكومة الولاية ليست مؤهلة لا اخلاقيا ولا سياسيا لمحاكمة ود احمد.. ولا حل الا في الحل..
…
والعديل راي
والاعوج راي