من دقنو افتّلو : د. محمد بشير عبادي

الذي يحدث الآن في محاور القتال كافة من تساقط للمدن والمواقع والتهاون الواضح في صد عدوان المليشيا المجرمة، رغم التحذيرات ، يذكر بسياسة إخلاء السودان في نهاية الإحتلال التركي المصري .. كان “غردون باشا” يرسل الرسائل يومياََ “للورد كرومر” المندوب السامي البريطاني في القاهرة، ان ارسلوا الجنود والمدد الى السودان،فكان يتم تغافل ما يرسل، حتى وصل الأمر أن وصف كرومر، غردون ب”مهووس الرسائل” ، كل ذلك تمكيناََ للمهدي كي ينتصر في معاركه ضد جيش الخديوي وسلطته في السودان، ليس حباََ فيه ولا في مهديته ولكن ليجدوا مسوغاََ لإحتلال السودان لاحقاََ، بخطة ماكرة محكمة طويلة المدى وقد كان لهم ما أرادوا بعد سنين قليلة،إذ لم تستمر الدولة المهدية لأكثر من 13 سنة (1885-1898م)،فبعد حصارها من الخارج وخلق الفتن داخلها وشيطنتها أمام الرأي العام المحلي والعالمي، انقضوا واجهزوا عليها، بعد أن تم إنهاكها لتصل للعجز التام.. اليوم ذات السيناريو يتكرر لتمكين حميدتي وعصابته وخلق الفوضى تمهيداََ للتدخل المباشر.. إنه الصراع الدولي القديم المتجدد، حول موارد وموقع السودان.. صراع وقوده أبناء السودان أنفسهم لمصلحة الخارج.. من دقنو افتّلو