قصاصات : د. محمد بشير عبادي : الجشع
الجشع هو الرغبة المفرطة في الحصول على المزيد من الثروة أو السلطة دون مراعاة احتياجات الآخرين، هو وجه من أوجه الانتهازية، التي قوامها إستغلال الفرص للحصول على مكاسب شخصية بغاية الأنانية.
الجشع يمكن أن يؤدي إلى الاستغلال والظلم للآخرين، ويمكن أن يسبب الانقسام والصراع في المجتمعات.
يعتبر الجشع في العديد من الأديان سلوكاََ سلبياََ، حيث يحث الدين على التسامح والعطاء ومشاركة الثروة مع الآخرين بدلاً من الجشع والانغماس في المادية، يقول الله تعالى: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَىٰ فِي الْأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنّسْل ۗ وَاللّهُ لا يُحِبُّ الفساد” (البقرة، 204-205) والاسلام يحث على القناعة والرضا بما عندك، “وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَة الحياة الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى” (سورة طه، الآية 131).
من مضار الجشع، زيادة الطمع والرغبة المفرطة في الثروة و تفاقم الانغلاق الاجتماعي والانقسامات بين الأفراد والمجتمعات وإحداث الظلم والاستغلال للآخرين وتقويض الثقة والتعاون بين الأفراد.
هناك بعض الطرق لعلاج الجشع تشمل، التواضع والتفكير في احتياجات الآخرين والعمل على تعزيز الإيثار والتسامح والتبرع والمساهمة في الخير ودعم الآخرين والتفكير في القيم الروحية والأخلاقية على حساب الماديات.