نظرة ثاقبة :رجاء مصطفى الكامل : إلى حكومة السودان الغائبة
لقد كثر غيابك وطال انتظارك.. أما بعد تعلمين جيداً بما ألم ومايحيط بهذا الشعب من نزوح وهجرة قسرية وفقد في الأرواح والممتلكات ولايوجد مواطن سوداني داخل وخارج أرضه إلا وذاق مرارة الحرب وقسوتها في نفسه وأهله.. ومع كل هذه المعاناة لم يتزحزح هذا الشعب لحظة واحدة عن قضيته وعن وقفته الصامدة مع جيشه برغم شظف العيش وغلاء المعيشة.
إن هذا الشعب الذي تقوم على أركانه الدولة وتستند عليه أصبح في وهن وعلى وهن ،كيف لدولتنا أن تقوم لها قائمة أو تسود وشعبها ضعيف الحيلة ومن أين له أن يأتي بالقوة التي يسند بها جيشه إن لم يكن هو أولى أولويات حكومته ! لقد طفح كيل الأسعار وجشع التجار والجميع يتساءل متى ينقضي هذا المنوال ؟
إن أولئك الذين يحاربون الشعب في معيشته ليسوا بأقل سوء من هؤلاء القتلة المغتصبين الفرق الوحيد بينها وبينهم أنهم يعملون في الخفاء ولكنهم في الوزر سواء.
إن أبسط مايمكن أن تقدمه حكومة لشعبها هو أن تبسط عدلها وتحكم سيطرتها ويكون فيها القانون سائداً فوق الجميع.
هل عجزت عدالتكم أن تكفل لمواطنها حق عيشه في أرضه الواسعة الشاسعة بما يستطيع ؟!
وإن كان أمر غلاء المعيشة قد فلت من بين أيديكم لماذا لاتضعون المواطن في الصورة وتخطروه بأسباب وتبعات زيادة الأسعار قبل أن يتفاجأ على رأس كل ساعة بها في كل الأشياء ؟! لماذا لا تعمل حكومتنا الموقرة على إيجاد حلول للأزمات أم أن المواطن ليس شغلها الشاغل وهو آخر ماتفكر فيه..هل تفكر حكومتنا في بدائل لحياة كريمة يستحقها هذا الشعب أم أنها ستتركه يواجه عواصف الأزمات ؟
وإن كنتم يامن تحكمون الآن تتنعمون بالجاه والسلطة التي أنستكم أمر شعبكم فاعلموا أنها وأنتم إلى زوال ولن يبقى منها إلا ما أؤتمنم عليه فيها فإن صنتموه فقد أمنتم الحساب وإن خنتم الأمانة فستسئلون عما اقترفت أيديكم وعن رعيتكم التي ولاكم الله أمرها فإن لم يكن بمقدوركم أن تقدموا للناس ماينفعهم فغادروا واتركوا الحكم إلى من هو أجدر فيه منكم.
حكومتنا الموقرة نخشى أن يطول غيابك فتأتين بعد أن ينقرض هذا الشعب وتقضي عليه الأزمات! نتمنى أن تكون عودتك قريباً وأن يعود إليك رشدك قبل أن تعودي إلينا!!.