موازنات : الطيب المكابرابي : عطبرة .. دماء في عنبر النساء

صداع ظل ينتابني كل حين يبدأ بالم في العين لم تنفع معه وصفة بروف السيسي من مصر ولا ادوية المقلي ولم يعرفه تشخيص مكة والنهضة في عطبرة الزمني السرير باكرا الليلة الماضية لاصحو على جرس الهاتف بعد العاشرة مساء..
المتصل زميل قديم كان يتساءل عما جرى بمستشفى عطبرة وقد استوقفه منشور على الفيس يتحدث عن ضحايا ومصابين ودماء بمستشفى عطبرة..
دخلت على التطبيق ذاته لا جد سؤالا من الزميلة فاطمة الصادق…عطبرة فيها شنو؟ فرد عليها أحد الزملاء بكلمة …فوضى..
ذهبت ابحث أكثر واقلب إلى أن وجدت بيانا ممهورا باسم اسود الشمال…
يتحدث البيان عن حادثة إطلاق نار تسبب فيها أحد أفراد القوة المشتركة داخل عنبر النساء بمستشفى عطبرة ما ادى إلى مقتل أربعة اشخاص بحسب ذاك البيان والسبب كما ذكر أن مشادة بين هذا الفرد المنتمي للمشتركة واحد موظفي المستشفى أدت إلى حدوث ماحدث حيث دخل هذا الفرد ومعه آخرون إلى عنبر يخص النساء وحين اعترضه الموظف ومنعه وأخطره بأنه عنبر مخصص للنساء أطلق النار ليصيب من اصاب!!
تابعت البحث علي اجد من الحكومة أو الأجهزة الامنية بيان فلم أجد إلا تصريحا منسوبا لمصدر أمني يقول بأن الحادثة وقعت عند بوابة المستشفى وان الجاني كان مغيب الوعي وقد تم توقيفه واتخذت الاجراءات وان الحادثة غير ذات أبعاد سياسية أو امنية وان الأوضاع عادت إلى ماكانت عليه!!!
في اقل من شهر ونحن نتناول أمر هذه المشتركة وقضية حمل السلاح وتهديد حياة المواطنين عبر هذا الباب…
القضية ليست في غياب الوعي ولا في الابعاد السياسية أو استتباب الأمن في موقع الحدث ياهؤلاء ..
القضية تنطوي على تهديد مستمر لامن وحياة المواطنين في المستشفيات والأسواق والطرقات وحتى داخل الاحياء حيث ينتشر أفراد هذه القوة يشاركون المواطنين السكن مع احتفاظهم باسلحتهم وسياراتهم التي تجوب الطرقات بلا لوحات..
القضية لا يمكن اختصارها في فرد مغيب عن الوعي وقد حدثت من قبلها اشكالات ومشاكل بين مواطنين وأفراد هذه القوة في مناطق شتى آخرها اقتيادهم وحبسهم مواطنا في العبيدية مااثار حفيظة المواطنين هناك..
القضية سادتي في وجود هذه القوات وهؤلاء الأفراد هنا حيث لا قتال ولا حرب ولا جنجويد ولا حصار يراد فكه بواسطة هؤلاء .
القضية سادتي أننا نستسهل الاشياء مثلما استسهلنا تعاظم قوة مليشيا الدعم السريع وامناها المواقع المهمة فكانت النتيجة حربا مستمرة حتى الان..
ما يجب أن يكون عليه الحال سادتي الا تسمح الدولة في كل مستوياتها بوجود قوات في المناطق الامنة غير القوات النظامية (القوات المسلحة والشرطة وأجهزة الأمن) والمستنفرين فقط من أبناء الولاية في ولايتهم وحدها طالما أن الأوضاع لا تستدعي وجود قوات مساندة من بقية أرجاء البلاد .
ماندو اليه ونطالب به الإسراع بالبت في أمر وجود قوات غير القوات المسلحة والشرطة والأمن والمستنفرون من أبناء الولاية في كل ولايات البلاد منعا ودرءا لحرب جديدة قد تنشب بسبب مثل هذا الاستسهال وان تتحول مثل هذه الحوادث إلى صدامات حقيقية بين هذه القوات غير النظامية القادمة من خارج الولايات مع اجسام غير نظامية من أهل هذه الولايات وماتحذير اسود الشمال في بيانهم الذي أشرنا إليه إلا دليلا على نفاد الصبر واليأس من حلول الجهات الرسمية تجاه هذه التفلتات…
وكان الله في عون الجميع