قصاصات : د. محمد بشير عبادي : الأغاني الهابطة

هي تلك التي تحتوي على كلمات غير لائقة أو مسيئة، الأغاني الهابطة يمكن أن تشير أيضاََ إلى الأغاني التي تحظى بشعبية مؤقتة وتفقد جاذبيتها بسرعة، تتميز الأغاني الهابطة بالكلمات البذيئة والتي قد تكون غير مناسبة للسماع العام.
يمكن أن تسبب الأغاني الهابطة والضوضاء الصاخبة التي تصدرها، “التلوث السمعي” وتؤثر على الصحة العامة والتلوث السمعي هو الضوضاء الزائدة أو الصوت غير المرغوب فيه، الذي يؤثر سلباََ على البيئة الصوتية وقد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل فقدان السمع والإجهاد والقلق.
يمكن تتبع تاريخ الغناء الهابط في الوطن العربي والبلاد المسلمة عامة، إلى فترات قديمة، حيث كانت هناك أغانٍ تحتوي على كلمات غير لائقة وقد استمرت هذه الظاهرة بالانتشار في بعض أشكال الموسيقى والفنون في المنطقة.
والإسلام يحث على الإبتعاد عن مثل هذا اللهو المبتذل، قال تعالى: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ” – سورة لقمان، الآية 6.
تعود أسباب ظهور الغناء الهابط إلى عدة عوامل، منها التأثيرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، كما يمكن أن تكون نتيجة للتغيرات في المجتمع والقيم الثقافية وأحيانًا تكون استجابة لرغبة الجمهور في التعبير عن مشاعرهم بطريقة مباشرة أو غير تقليدية وللاستعمار دور في انتشار الغناء الهابط،فقد تكون هذه التأثيرات سبباََ في تغيير القيم والتقاليد الثقافية والفنية في بعض المجتمعات، التي تؤدي إلى تغييرات في هويات المجتمعات المُسْتَعمَرة وقد تؤثر على التقاليد الفنية والثقافية المحلية، مما قد يؤدي إلى ظهور أشكال جديدة من الفن والموسيقى تحمل تأثيرات غير مباشرة للتغييرات التي فرضها الاستعمار، تكون محصلتها الهيمنة الثقافية.
من نماذج الغناء الهابط ما عرف ب”الطقطوقة” وهي أغنية ماجنة سريعة الإيقاع إشتهرت بها بعض المغنيات في مصر وبعض البلاد العربية، في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين،عرفن ب(العوالم)، كأغنية “إرخ الستارة” وفي السودان أشهرها أغاني “التم تم” والتي صارت فيما بعد إيقاعاََ راقصاََ تغنى به كلمات رصينة.
يمكن محاربة الغناء الهابط من خلال توعية الجمهور بأضراره وتشجيع الموسيقى والغناء ذو القيم الإيجابية والمحتوى الملهم، كما يمكن إتخاذ إجراءات قانونية ضد المحتوى غير الملائم والضار ومنع إقامة الحفلات الصاخبة وسط الأحياء السكنية ومناطق التجمعات البشرية.