الراي

عين على الحقيقة ( 2 ) غاندى معتصم محمد

منظومة الأمم المتحدة التى ظلت تسيطر على آليات إتخاذ القرار فى دهاليز السياسة الدولية بعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت أثرا بعد عين عطفا على التضعضع المرتقب لإقتصاديات أسواق النفط خلال مدة لا تتجاوز الخمس سنوات
هذا الأمر فاقم من وتيرة الخلافات المكتومة بين الصين والولايات المتحدة، وزاد الأمر تعقيدا بعد وصول ترامب للبيت الأبيض وتهديده المعلن بالخروج من حلف الناتو، هذا بالإضافة إلى مؤشرات الإنتصار الروسى على صعيد الجبهة الأوكرانية، لتتحول ميزانيات دول الإتحاد الأوروبى إلى صناعة المعدات الحربية.

هذا السرد المشاهد لتطورات الأحداث، قاد الولايات المتحدة وصويحباتها (بريطانيا/ فرنسا) لصناعة تجمعات خارج منظومة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولى المعنى بالحفاظ على السلم الدولى، وعليه لا بد من الإجابة على السؤال الكبير:

من الذى فوض الرباعية أو السداسية لمناقشة قضايا
السودان؟

الحقيقة أن السودان يمكن أن يقدح فى قرارات الإجتماع بكل سهولة ويسر، على إعتبار أن ذلك يمثل المدخل الأكثر نصاعة لمظاهر الفوضى الدولية المرتقبة، مع العلم أن عقود إذعان تأسيس منظومة الأمم المتحدة، كانت شرطا لنيل الإستقلال الظاهرى، والدخول فى حقبة والإستعمار المستتر عبر مجلس الأمن، وعليه فليدرك أهل السودان أن المستثمرين فى سد النهضة عينهم على السودان بأراضيه ومياهه، وليس هنالك عشرة كيلومتر للإستفادة من السد فى أثيوبيا .. حتى أن الكهرباء أصبحت ميسورة، بعد بلوغ سعر الوات من الطاقة الشمسية مبلغ تسعة (9) سنتات، وهذه السعر أقل من التوليد المائى Hydro power هذا بالإضافة إلى تحفيز هذه الأسعار فى الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة الهيدروجونية (نزع ذرة الأكسجين من ذرتى الهيدروجين) وهذه الطفرة المنتظرة تمثل الخطر الاعظم على مستقبل النفط الأحفورى.

مع كل هذه التطورات الإقتصادية وما يرتبط بها من تحولات سياسية، ظل السودان فى حالة فراغ دستورى وتنفيذى لأكثر من ثلاث سنوات، ورغما عن أن إجتماع الرباعية + 2 مخصص لتحقيق أكبر المكاسب من مياه سد النهضة، تم تذويب وزارة الرى والموارد المائية فى وزارة الزراعة، مع ملاحظة التغييب المتعمد لمنصب وزير الخارجية، وهذه قضايا تحتاج إلى بيان توضيحى وصريح من السيد رئيس الوزراء.

السودان يمثل الدولة الأنسب للإطلاع بدور الوساطة بين جمهورية مصر، وأثيوبيا، والشعب السودانى لن يتنازل عن الفرصة التى تدحرجت على أراضيه بعد ثمانين عاما من الذل والهوان.

لعناية الدكتور كامل إدريس:

أنت مسؤول عن تكوين جهاز تنفيذى مقتدر يستند على إستراتيجيات مدروسة، فى لحظة مفصلية من تاريخ المنطقة، فكان االأولى بك أن تلزم مكتبك بعد إعتمادك لكامل طاقمك لأجل تطوير رؤية إفتصادية بدلا عن لعب دور موظف العلاقات العامة، أو مهندس الإنشاء Construction Manger أو الفورمان Foreman .. لو بادر الجهاز التنفيذى خلال هذه الشهرين من تعيبنك رئيسا للوزراء، بدراسة مشروعين فى فيافى الفشقة أو وادى الهواد Two Mega Projects وتدابير تنفيذية فى مشروع الجزيرة والفاو لأصبح السودان اللاعب الأبرز فى المنطقة، ليعود رجل أفريقيا المريض أسدا هصورا، مع هذا الجيش الجرار من القوى المدربة لحماية البلاد من أطماع الخارج، ولكن؟

abubakr

محطات ذهبية موقع اخباري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى