الراي

ما بين مرتزقة بونا ملوال والمليشيات المسلحة د. محمد بشير عبادي

الارتزاق لغة هو طلب الرزق والارتزاق في الاصطلاح العسكري المشاركة في جيش أجنبي،للحصول على مكافآت مالية وهي واحدة من أقدم المهن غير الشرعية على مر التاريخ.
تاريخياً، استخدمت كل من بلاد فارس، روما واليونان المرتزقة، وشاع استخدامهم في القرن الثاني عشر حتى السادس عشر، بعدما اعتمدت بريطانيا على جنود ألمان مأجورين أثناء الثورة الأمريكية  (1775 – 1783)، سُموا حينها “جنود هسن”، لمحاربة السكان الأمريكيين.
من أشهر المرتزقة جنود “الانكشارية” في الدولة العثمانية وكان أفرادهم من أسرى الحروب من الغلمان اليتامى الذين يتم فصلهم عن أصولهم ويتم تربيتهم على أن يكون السلطان والدهم الروحي وأن تكون الحرب صنعتهم الوحيدة كانوا يمتازون بالجرأة والشجاعة في الحروب وقد استعان محمد علي باشا في توطيد حكمه في مصر بمرتزقة من الأرناؤوط والشركس كانت لهم الحظوة من بعد ذلك والمناصب مما هدد حكم محمد علي نفسه لاحقاََ، الشئ الذي دعاه للتخلص منهم كما تخلص من المماليك.
في زماننا الحاضر إنتشر المرتزقة في الدول العربية، خاصة في سوريا والعراق وليبيا ومؤخراََ في السودان، بسبب النزاعات التي قامت في هذه الدول، ومن أشهر المليشيات المرتزقة “قوات فاغنر” الروسية.
المرتزقة تستخدمهم الدول حتى لا تتحمل المسؤولية الأخلاقية لتداعيات الحرب التي تخوضها لأجل مصالحها في الدول المستهدفة، مثل الإبادة الجماعية أو الاغتصابات أو أي إنتهاك أو جرم ترتكبه مليشيات المرتزقة التي لا يحكمها ضابط أو قواعد للاشتباك العسكري أو مواثيق دولية أثناء الحروب.
عرف السودان مصطلح “المرتزقة” في يوليو 1976م، عندما غزت الخرطوم قوات للجبهة الوطنية المعارضة لنظام مايو برئاسة الرئيس الراحل جعفر محمد نميري، عندما اطلق وزير إعلامه “بونا ملوال” لقب مرتزقة على القوات الغازية التي كانت تتكون من مجموعات حزبية مقاتلة، بقيادة العميد “محمد نور سعد”، تلقت هذه المجموعات تدريبات عسكرية في ليبيا بدعم مباشر من الزعيم الليبي الراحل “معمر القذافي” الذي كان في حالة عداء وقتها مع رصيفه النميري، إلا أن المحاولة أجهضت في حينها.
المليشيات المرتزقة تنظيمات لها في الغالب غطاء سياسي وإعلامي يدعم ويساند عملها العسكري وهي تقاتل للذي يدفع أكثر وإن اتخذت شعارات سياسية كواجهة وظيفية لأنشطتها الحقيقية وهي كسب المال عن طريق القتال والابتزاز ببندقيتها.

abubakr

محطات ذهبية موقع اخباري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى