القبيلة المنسيه : ميكروبات المعده أصدقاؤنا الجدد : محمد هاشم عثمان
كنا نحسبهم أعداء ونضيق عليهم في الطرقات في الشرايين والاورده، بل نقذفهم بالمضادات الحيويه والغير حيويه شهبا محرقه. ولكن الآن الأوان ان نرد عدواننا عليهم عفوا ومصالحة..لهذه القبيله التي تسكن بداخلنا في إمعائنا.
أتدرون عن أي قبيلة اتحدث
إنها قبيله الميكروبات والتي يفوق عددها عدد سكان الارض ب ١٣ ألف مره،
عدد الميكروبات في إمعائك أيها القارئ ويا أيتها القارئة الكريمه حوالي ١٠٠ تريليون ميكروب ١٠٠،٠٠٠،٠٠٠،٠٠٠،٠٠٠ ميكروب بينما عدد سكان الارض ٨ مليار شخص ٨
هذه الميكروبات الملياريه نحملها في امعائنا او ربما هي التي تحملنا!! تسكن في المرئ والمستقيم والمعوج.
فرفقا سادتي بهؤلاء الضيوف او المضيفون لنا!
قلنا لهم من انتم؟
وكأنهم قالوا منا الصالحون ومنا دون ذلك وكنا طرائق قددا…
أيها البشر حسبتمونا أعداءا لكم من غير علم..فأسقيتمونا دواءا مرا فقتلتم الصالحون منا ولم تقضوا علي الذين يؤذونكم ونحن نحافظ علي صحتكم ونهضم لكم ما تأكلون ونيسر لكم ما تشربون؟
فالعهد بيننا وبينكم منذ جاورناكم عند طفولتكم ان نعيش متكافئين ومتعاونين تسمحوا لنا بالاقامة(الدائمة) ونمدكم نحن بانزيماتنا نهضم بقايا أكلكم من غير جهد ولا مشقة.
تعلمون سادتي وأحبتي ان هنالك أبحاث اثبتت وجود علاقة قويه بين ميكروبات المعده النافعه وبين أمراض العصر مثل مرض السكري والزهايمكر والرعاش الللاداري باركنسون…رغم وجود هذه الميكروبات في المعده ولكن تأثيرها يكون أيضا بعيده المدي في اجهزه الجسم المختلفه في أداء القلب والمخ..فبمدي مقدرتنا علي المحافظة علي الميكروبات الملياريه النافعه في بطوننا بقدر ما نحافظ علي صحتنا وحتي عواطفنا…وربما نجد تفسيرا للمقوله الشائعة ” *أقرب طريق الي قلب الرجل معدته* “…فتغذية الميكروبات النافعة في معدتنا..بالطيب من المأكلوت..تساعد هذه الميكروبات علي إفراز “مادة السيراتونين” هرمون السعاده فيظل الرجل طربا مرحا…
نعم فقد ثبت حديثا ان استجابة بعض مرضي السرطان للعلاج يتوقف علي انواع وعدد الميكروبات الموجوده في المعده..
أحبتي…الان الاوان ان نحافظ علي هذه القلبيه المنسيه في امعائنا نرد حقوقها ولا نحقرها ولا نحاربها ونبسط السلام بيينا حتي ننعم بالصحة والعافيه محاطة بالسعادة الدائمه..
هذا الذي كتبته بتصرف جزء من محاضرة القيتها في مؤتمر في بوسنيه بعنوان….
The impact of gut microbiota on the immune system.
حفظكم الله وأنعم عليكم بالسعادة الدائمه..
مع تحياتي
محمد هاشم عثمان
سراييفو..بوسنيه
17/11/2024
Mohamed.osman@york.ac.uk
جامعة يورك بريطانيا