الراي

فنجان الصباح : أحمدع الوهاب : تذكرة ل( خطاب) على قطارات

الجنون السوداني الجميل
ولست أبالي حين اقتل مسلما
على اي جنب كان في الله مصرعي”
“خباب بن الارت”
الي تلك الفرقة الماسية
إلى تلك السلسلة الذهبية
ينضم كل يوم سرب من عصافير الجنة والفراش الملون والقماري المغردة
فيها من الطلاقة والأناقة والهديل
تحليقة النسر
ونقر الحمام
من سفح توتيل
ومن زنابق النيل
ومن الصافية وشمبات
ومن ام در وهاتيك الربي والتلال
ومن توتي ام خدارا شال
اندلع موسم الجنون السوداني الجميل
جنون فارق الاهل والاوطان
والجيران والحبان
عاف لذيذ العيش
والفراش البارد النضيد
وكل شهي وهني ولذيذ
يعاقر اصحابه الرصاص والبارود
وينادمون الموت تحت هدير مدافع تصم الاذان
ويطربون لعوي الرصاص
ويسامرون دوي الراجمات
يصبرون على الكوجة
ويصمدون أمام كل موجة
جنون يحسب في كل طلقة مغردة
تأشيرة معطرة الي جنات عدن
تكاد تقول لصاحبها
السلام ياروح
البدن
جنون.. واي جنون
هذا الذي يرى في الأشلاء والدماء
مايراه آخرون
في قوام البانة وميلة العرجون

الي تلك السلسلة الذهبية من شهداء ملاحم الكرامة
انضم كثيرون
ومضى كثيرون
بعضهم باعمار كبيرة
ورتب رفيعة
مثل أيوب وياسر
وآخرين..
وعلى اثرهم يمضي حثيثا
بدون رتب
وبدون رواتب
شباب مثل كواكب الصباح
وعمر الزهور
امثال خطاب
كان مغوارا مقداما
نحيلا قليلا
ولكنه أسد في النائبات
كان خطاب رب الصارمين
السيف والقلم
وفارس البنادق والمنابر
كان خطيبا فصيحا مليحا
وكان في كلتا حالتيه
وهو يستبسل في صد الموجات
أو هو يجود بانفاسه الاخيرات
ولنيله شهادة الشهادات
افصح من عصام البشير
واوعظ من الكاروري
وكل خطباء مسجد كافوري
أو سيدة سنهوري
هذا الفتى ورفاقه الميامين
هم أساتذة الدنيا في الفداء
حين دوى النفير
وهم سادة الدنيا في الثبات
حين عز النصير
و مع أبطال المدرعات
مع ايوب
ومع نصر الدين
علموا الجبل الثبات
وكانوا صخورا صما
وجبالا راسيات

ومع مغيب شمس يوم جهادي مرير في قادسية الدروع
بلغ كتاب خطاب اجله
وانجلت موجات الهجوم على الدروع عن مصرع الفتي
خطاب اسماعيل
رمز الثبات
وبسام العشيات
ومقنع الكاشفات
وقد مزق الرصاص جسده النحيل
وسقط محتضنا كلاشه
مثلما مات في مدفعه عبد الفضيل
مقبلا غير مدبر
وباسما راضيا
لايهمه على أي جنب كان في الله مصرعه
وامام جثمان الشهيد وقف أسد الدروع
اللواء المنصور نصر الدين
وقد خذلته الدموع
وانشد
وانت الفارس القوال صبرا
وقد فني التكلم والصهيل
يحيد الرمح عنك وفيه قصد
ويقصر ان ينال وفيه طول
ولو قدر السنان على لسان
لقال لك السنان كما اقول

كان فارس فرسان الدروع كأنما يعيد على مسمع الزمان موقف الإمام الكرار أمير المؤمنين عليه السلام بعد انجلاء موقعة الجمل أمام جثمان طلحة بن عبيد الله..
بكي الإمام طويلا وانشد
(فتى م كان يدنيه الغنى عن صديقه ويبعده الفقر
كأن الثريا علقت في جبينه وفي خده الشعرى وفي الآخر البدر)
وسلام على خطاب
ورفقاء خطاب في الخالدين..
وسلام على زمان اطلعه
وثدي ارضعه..

abubakr

محطات ذهبية موقع اخباري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى